نعاني كثيرا في هذه الايام من ارتفاعات متتالية في أسعار بعض السلع والخدمات.. قد تكون هناك أسباب اقتصادية وراء هذا الارتفاع المفاجئ.. ولكن هناك مبالغة ملحوظة من بعض التجار الذين يستغلون هذه الظروف ويسيطر عليهم الجشع والطمع في تحقيق مزيد من الارباح وهم لا يدرون انهم يخالفون تعاليم ديننا الحنيف الذي يدعو الي الرحمة والتعاون والاخاء بين افراد المجتمع الواحد.. وان للتاجر الامين جزاء كبيرا عند الله. ومحبته وثقة من كل من يتعامل معه.. وعليه ان يعرف الكسب هو طلب الرزق: قال سيبوبه: اكسب: اصاب .. واكتسب: تصرف واجتهد. قال ابن جني : قوله تعالي "لها ما كسبت وعليها ما كتسبت" عبر عن الحسنة بكسبت وعن السيئة باكتسبت لان معني كسب دون معني اكتسب لما فيه من الزيادة.
"لسان العرب" .. ومعني الكسب المكسوب المراد به اعم من تعاطي التكسب او حصول المكسوب بغير تعاط كالميراث.
والحل والحلال نقيض الحرام يقال هذا لك حل وحلال واستحل الشيء: جعله حلالا "لسان العرب ج12 ص119" وعن سلمان الفارسي ان الرسول قال "الحلال ما احل الله في كتابه والحرام ما حرم الله في كتابه وما سكت عنه فهو ما عفا عنه".
.. وكسب المال : ليس مذموما لذاته في دين الاسلام.. وانما المذموم فيه ان يكون الانسان عبدا للمال يبخل به ويجمعه من الحرام والحلال: وهذا هو الدليل.
* الاصل في الاشياء هو الحل والاباحة الا ما ورد نص صحيح وصريح من الشارع بتحريمه محافظة علي سلامة الفرد والمجتمع وصيانته من الوقوع في الزلات والشبهات.. ولذلك أحل الله لنا الحلال الطيب وحرم علينا الحرام الخبيث: قال تعالي "... ويحل لهم الطيبات ويحرم عليهم الخبائث" 157 الاعراف ويقول القاسمي : الطيبات اعم من الطيبات في المأكل.. ومن الطيبات في حكم الشريعة كالبيع وما خلا كسبه عن سحت وكذا الخبائث ما يستخبث من نحو الدم والميتة ولحم الخنزير وما اهل لغير الله.. او ما خبث في الحكم: كالربا والرشوة وغيرهما من المكاسب الخبيثة ج7 ص288
* وان من محاسن الاسلام ومما جاء به من تيسير علي الناس: انه مات حرم شيئا عليهم الا عوضهم خيرا منه مما يسد مسده ويغني عنه : فقد حرم عليهم القمار وعوضهم عنه بالمسابقة والتنافس في الخيرات.. وحرم عليهم الزنا واللواط واعاضهم عنهما بالزواج الحلال.. وحرم عليهم شرب المسكرات واعاضهم عنها الاشربة الطيبة.. وحرم عليهم الخبائث من المطعومات واعاضهم عنها بالمطاعم الطيبات.
وان للكسب الحلال سبلا ذللها الله عز وجل ويسرها للبشر واتاح لهم وسائدها وهيأ اسعارها وضمن لهم غاياتها ونتائجها مباركة التمرة وارفة الخير مضاعفة الاجر والاثر علي حاضر الانسان ومستقبله.. وكما قال الماوردي: اصول المكاسب الزراعة والتجارة والصناعة.
وما احوجنا ان نتوخي تعاليم ديننا الحنيف في كل هذه الاعمال لنحظي برضاء الله وتحقيق لمجتمعنا الخير والبركة والنماء.