هل هكذا يرحل الرجال العظماء..يرحلون بأيد مصرية وربما عربية، وأيضاً برصاص مصري أو عربي. ألم يكن أشرف له، ولكل المصريين، أن يستشهد برصاص إسرائيلي واضح الهوية والعداء.. أم هكذا تكون النهاية برصاصات غادرة أم أن هؤلاء القتلة ليسوا مصريين وليسوا عرباً.. ولكن لماذا الزج هنا بالعرب والعروبة؟! وهل يأتي كلامنا هنا من فراغ.. أم هو الثأر الذي لم يمت؟.
ذلك أن الشهيد عادل رجائي اختاره الغدر لعدة أسباب.. من المؤكد ان أولها هو انه كان له الدور الأساسي في نسف وتدمير الأنفاق التي حفرها الغدر على حدودنا الشرقية، عند رفح. وهي الأنفاق التي كان تدر الذهب والدولارات للمستفيدين من «حماس»- في غزة- وللمنحرفين الذين لا دين لهم إلا المال.. وما أكبره من جائزة، هذا الدولار اللعين.. والرجل عندما كانت له اليد العليا في حرمانهم من عائدات التهريب عبر أنفاق رفح استطاع أن يقطع أياديهم الطويلة- أو معظمها علي الأقل- التي تريد الشر كله بمصر وبكل المصريين.. ولذلك قتلوه.. لأنه حرمهم من الاستمتاع بما يأتي عبر هذه الأنفاق.
<< ثم هو قائد الفرقة التاسعة المدرعة- أحدث وأبرز قواتنا المدرعة- التي تتولي حماية القاهرة الكبري من أي عدوان.. وهي سلاحنا الرادع عند اللزوم.. منذ اشتركت- وهي في بدايات تكوينها- في مواجهة أحداث الأمن المركزي عام 1986، التي هددت العاصمة وكادت تحرقها وتدمرها فانطلقت دبابات نفس الفرقة من مواقعها في دهشور لتواجه هذا الطوفان الذي كان يستهدف المحروسة وربما النظام كله.. وعندما طلب الرئيس «مبارك» إنقاذ القاهرة- ومعها الجيزة- وتأمين العاصمة الكبري.. تحركت دبابات هذه الفرقة دون الإعلان عن اسم قائدها وقتها.. وأنجزت مهمتها في وقت أقل مما طلب الرئيس!! فهل هناك ثأر بايت تجاه هذه الفرقة.
<< أم أن دورها في تأمين الشعب- والقاهرة- خلال أحداث 25 يناير 2011 ونزولها إلي الشوارع والميادين لتأمين الثوار والمنشآت والمباني العامة هو السبب في اغتيال قائدها العميد عادل رجائي.. ولو تم ذلك بعد مرور سنوات عديدة؟! والتي لولا دور هذه الفرقة لتمت مخططات إحراق القاهرة وتدميرها بعد 64 عاماً من إحراقها الشهير في يناير 1952.. وأن نفس هذه القوات هي التي تولت حماية ثورة 30 يونية وإسقاط حكم الإخوان.. وإذا كان صعباً إثبات اشتراك الإخوان في إحراق القاهرة عام 1952.. فإن الدلائل تشير إلي مخططهم لإحراق القاهرة خلال ثورة 30 يونية ولم يمنعهم من ذلك إلا وجود قواتنا المسلحة.. وبالذات دبابات هذه الفرقة التاسعة مدرعات، في شوارع القاهرة.
<< لقد اغتالته رصاصات الإرهاب أمام بيته.. لأنهم عجزوا عن مواجهته وجهاً لوجه وهو بين قواته ومدرعاته.. ولكن ماذا نقول، وهذا هو أسلوبهم دائماً.. الغدر.
وأقول: يا ليته استشهد برصاصات إسرائيلية واضحة.. ولكن لا فرق بين رصاصات واضحة.. وأخري غادرة.. فهذا هو أسلوب الإرهاب: الضرب من الخلف وهذا الرحيل يجعلنا نسأل: لماذا مع رجل في نفس سمعة ودور ومهام العميد عادل رجائي يترك هكذا دون حراسة كبيرة تحميه وبيته وأسرته، ولا تعتمد علي حارس خاص مثل باقي الضباط؟.. لماذا وهو الرجل الذي كان مطلوباً ومن سنوات، لماذا نتركه هكذا.. ونتحرك بعد ذلك لمحاصرة مكان الجريمة والبحث عن الجناة وجمع فوارغ الرصاص الغادر وإرسالها للبحث الجنائي؟.
<< أم هي واحدة من سلاسل مطاردة الرجال العظام.. واربطوا بينها وبين دوره في تدمير أنفاق رفح وقطع معظم أيادي «حماس» من خلالها.. أم هو تمهيد لما يقولون عن يوم 11-11.. ورحم الله شهيد قواتنا المسلحة.