في معظم مؤسساتنا آفة متأصلة إستعصت علي الحل وتمثل معضلة كبيرة تعوق النمو والتطوير بها آلا وهي الجهود المشتتة والإرادات المتناطحة التي تهدم بعضها البعض والنتيجة جمود وتوقف في الإصلاح والنمو والتقدم. في مثال سلبي واضح لهذا الوصف عن أحد الأفراد وكان يشغل منصب إداري بإحدي المؤسسات الهامة، وبعد إنقضاء مدته في ذلك المنصب قام بمحو ما علي جهاز الحاسوب بالمكتب-لسبب غير معروف- والذي يحوي كافة الملفات التي يحتاجها من سوف يليه بشغل المنصب والتي إستغرقت من الوقت والجهد الكثير لإنجازها، الامر الذي أدي بمن خلفه في شغل المنصب في الوقوع في مأزق كبير وبذل الكثير من الجهد لتجميع وكتابة الملفات من جديد. البعض ممن لا يحرصون سوي علي مصالحهم الشخصية حتي وإن كانت علي حساب المصلحة العامة ولا يعنيهم تحقيق إنجازات أو أي نجاح لمؤسساتهم، يسعون بكل ما يملكون من قدرة وحيلة لوضع المعوقات والعراقيل في طريق المتحمسين لتحسين اوضاع البلد سواء بجهودهم أو أفكارهم والتي قد يكون منها المبتكر والجديد "من خارج الصندوق"، أما عن الذين يقومون بإطفاء مشاعل يهدف حاملوها إنارة الطرق أوتعبيدها كي يسلكها بكل سهولة أصحاب الإردات الحقيقية المخلصة فحدث ولا حرج ، والتي كان من المفروض أنتصب تلك الجهود في الصالح العام مما ينطبق عليهم قول الدكتور طه حسين "هناك قوم لا يعملون ويؤذيهم أن يعمل العاملون"، لذا تضيع الجهود سدي بلا فائدة وبعض الحكماء يخبرنا في مثل تلك الاحوال أن كثرة الجهد ليست ضماناً للإنجاز. غياب الهدف الواحد والرؤية الواحدة والعمل بسياسة "الجزر المنعزلة" التي ينهجهها الغالبية حتي من النُخب والتي من المفروض أن يعملوا بروح الفريق، حيث يعمل كل واحد منهم في إتجاه عكس الآخر، لذا كان الفشل حليفهم علي الدوام حتي وإن كان بعضهم نواياه حسنة فقد يحطمها أويكسرها أويُثبطها نبت شيطاني منهم من المُغرضين. التفاني في العمل من اجل المصلحة العامة صفات بدأت في الإنقراض تدريجيا من مجتمعاتنا، وفي بعض المواقف تظهر الأنانية جلية في أبشع صورها عندما يكون هناك عمل جماعي والتي تتمثل في صور عديدة منها علي سبيل المثال من سوف يُنسب له الفضل أو الدور الاكبر في العمل وغيرها من عقد النقص التي يشعر بها البعض، وغياب ثقافة "إنكار الذات" التي هي شعار أغلب مواطني الشعوب المتقدمة خاصة في الدول الغربية وبعض الدول الأسيوية والتي تتبدي عندما يكون هناك هدف أو مصلحة عامة لبلدانهم.