يحز في نفسي كثيرا، انتشار المشاعر السلبية، في أوساط الشباب. خاصة الإحباط، واللامبالاة . وأتعجب عن سر هذا التردي، رغم مستوي المعيشة الافضل، مقارنة بأبناء جيلي، الذين ذاقوا المرار، في الثمانينيات وطوال عهد مبارك، ولم يتسلل إلي نفوسهم اليأس ابدا . لكن اذا عرف السبب، بطل العجب، فالإحصائيات الرسمية تؤكد ان نسبة الشباب في الفئة العمرية 18 -29 وصلت إلي 23.7% من السكان أي حوالي 20 مليون نسمة ، وأن نسبة العاطلين منهم بلغت 29%، معظمهم من الجامعيين، الذين ارتفعت طموحاتهم، بعد التحاقهم بالكليات المختلفة، واصطدموا بعد التخرج بالواقع الأليم. وإذا كان الفيلسوف البريطاني برتراند راسل، يري ان النجاح في العمل، أحد اهم عوامل السعادة، مع الصحة والحب، يجدر بنا التماس العذر للشباب وما يحملون، مع مراعاة انفتاحهم علي أقرانهم بالدول المتقدمة، واطلاعهم علي أشكال الرفاهية التي ينعمون بها، من خلال السوشيال ميديا.
من هنا تأتي اهمية التواصل والتعاطف مع الشباب بمختلف الوسائل. لإشعاره انه ليس وحده. وأن المجتمع يدرك جيدا معاناته، ويحرص علي تخفيفها. وأقول بكل صدق، انني ألمس هذا الحرص والتعاطف من جانب الرئيس السيسي نفسه، منذ توليه السلطة . لكن تبقي فرص العمل، هي العامل الرئيسي، لمواجهة المشاعر السلبية في نفوس شبابنا والقضاء عليها. كلي أمل ان يكون مؤتمر الشباب، الذي تنطلق فعالياته اليوم بشرم الشيخ، خطوة علي طريق التواصل مع الشباب، للتعرف علي مشاكلهم وماتختزنه نفوسهم ورؤاهم وطموحاتهم ، لكسب هذه الفئة الغالية كقوة دفع جبارة، لعجلة التقدم والتنمية.