صبرى غنيم
الرئيس.. هل يفتح قلبه للشباب ويستقبل أسئلتهم الحرجة؟!
اليوم يلتقي الرئيس عبد الفتاح السيسي بأبنائه الشباب في أول مؤتمر لهم يعقد في شرم الشيخ.. ولأول مرة يتم اختيار مجموعات عشوائية للشباب من مختلف محافظات مصر بدون اي ترتيب.. يعني الباب كان مفتوحا لكل من كان يرغب من الشباب في المشاركة في لقاء الرئيس بدون قيد أو شرط.. عكس ماكان يحدث في عصر مبارك فقد كان الحزب الوطني يختار مجموعات بعينها من شباب الحزب ويوزع عليه أسئلة محددة فكان الحوار يأتي منمقا مذوقا مطابقا لسياسة النظام.. لكن المؤتمر الذي تبدأ فعالياته صباح اليوم في شرم الشيخ له شكل آخر، لن تفرض الأسئلة علي الشباب وليس هناك مسئول يعرف ما هي نوعية الأسئلة التي سيطرحها الشباب علي الرئيس ؟
- قد يجد الرئيس نفسه في مواجهة حرجة مع الشباب عندما يسألونه عن تكويش القوات المسلحة علي جميع المشاريع في مصر.. مؤكد أن الذين سيطرحون هذا السؤال » مزقوقين » أو علي عيونهم غشاوة لأنهم لم يروا حجم الفساد الذي كانت مصر تدفع ثمنه في معظم مشاريعها وقت أن كان التنفيذ يتم بلا رقيب، وكون أن القوات المسلحة كجهة عسكرية يؤمن لها علي أمن البلد فيعهد لها بالإشراف علي تنفيذ المشاريع العملاقة فهذا لا يسمي »تكويش» لأن الذي يقوم بتنفيذ هذه المشروعات شركات مقاولات مصرية بعمالة مصرية.. الأمر لم يخرج عن مراقبة التنفيذ لإغلاق باب الرشوة وعدم المبالغة في الأسعار.. الرئيس أكيد علي استعداد أن يقدم نماذج كثيرة من العطاءات التي نجحت القوات المسلحة في تخفيضها لصالح البلد في حين انها كانت مطروحة بأسعار خيالية في الأنظمه السابقة وكان الذي يتحمل هذه الفروق هو المواطن الضعيف..
- الشباب في داخلهم أسئلة كثيرة غير فرص العمل التي يبحثون عنها، فقد يسألون الرئيس عن وعوده التي لم تظهر لها ملامح أو إشارات يوم أن تعهد بالإفراج عن المسجونين من الشباب ظلما ودون أن تنسب لهم إدانات سوي الاشتباه الجنائي الذي جرَّ المئات من الأبرياء.. لا أعرف ماذا سيكون رد الرئيس ولا أستطيع أن أخمن بما سيقوله الرئيس لهم؟!.. قد تتناول أسئلة الشباب تجاهل الحكومة لهم في تخصيص وحدات سكنية خارج حصص الإسكان الاجتماعي بعد أن ألغي النظام وبالذات وزارة الإسكان مشروع » ابني بيتك » والذي كان الشاب في عصر مبارك يحصل علي قطعة ارض في المجتمعات الجديدة في حدود ٣٥٠ مترا إلي جانب إعانة قيمتها ١٥ ألف جنيه.. وبعد هذا المشروع فقد الشباب فرص الحصول علي شقق.. مع أن حكومة مبارك كانت تشترط علي شركات المقاولات التي تستفيد بمساحات في المجتمعات الجديدة أن تبني نماذج سكنية للشباب.. الآن وزارة الإسكان أعطت ظهرها للشباب وتبنت قضية الإسكان كقضية عامة لمختلف الشرائح..
- أنا عن نفسي مع الشباب فلو تم تخصيص وحدات سكنية لهم بالإيجار أفضل علي الأقل ستحل مشكلة إضراب الشباب عن الزواج.. وأكيد أن المناقشة مع الرئيس ستكون لها نتائج سارة للشباب وخاصة أن الرئيس يعطي اهتماما بقضايا الشباب.. لذلك لا استبعد أن يسأل الرئيس الشباب عن سبب اعتكافهم عن العمل.. لماذا يفضلون المقاهي عن العمل؟ لماذا يفضلون الهجرة غير الشرعية التي اصبحت مقبرة لهم مع ان مستقبلهم في المشروعات الصغيرة التي اداروا ظهورهم لها.. ساعتها سيكون الرئيس علي حق في هذا السؤال بعد ان وفر 200 مليار جنيه قروضا ميسرة لهذه المشروعات ولأول مرة تصل قيمة الفوائد إلي حدها الأدني بواقع 5 % مع طول فترة السداد..
- للحق لو تناولنا قضايا الشباب بنية خالصة سوف نقضي علي البطالة التي يعاني منها الشباب بالإنتاج والعمل، قد يسأل الرئيس الشباب عن مدي استعداداتهم في زراعة ال 500ألف فدان التي خصصها لهم لتوسيع الرقعة الزراعية في مصر.. في رأيي هذه القضية من القضايا الهامة التي يجب تناولها في المؤتمر لأن شابا خريج آداب أو حقوق لا خبرة له بالزراعة وتعلق بهذا المشروع وحصل علي عشرة أفدنة من يضمن له الاستمرار فيها؟ هل بمؤهله الجامعي يستطيع أن يزرع هذه الأرض؟! أسئلة كثيرة قد يتناولها الشباب وقد يطلب الرئيس من الخبراء أن يقولوا رأيهم فيها.. أنا عن نفسي لا اتمني أن تتكرر تجربة الإسماعيلية وقت أن كان يوسف والي حيّا واقترح مثل هذا المشروع وخصص لكل شاب خمسة أفدنة في القصاصين ولعدم خبرتهم في الزراعة وضعف الإمكانيات المالية عندهم باعوها للأعراب بملاليم.. وراحت الأرض علي الدولة.. أتمني ألا نصل إلي هذه النهاية..
- وهنا ويحضرني سؤال: لماذا نضحك علي أنفسنا ونعيد السياسة التعليمية بحيث نربط التعليم باحتياجات سوق العمل؟ السوق اصبح مشبعا بالمحاربين والمحامين وحملة الليسانس فلماذا نقصر إعداد الدارسين علي احتياجات السوق من العمالة ونوعية المهن المطلوبة؟ مصيبتنا أننا نعرف الحلول وودن من طين وودن من عجين.. كم من الأصوات سبقتني وطالبت بهذا الاقتراح والحكومة طناش..
لذا ارجو أن نخرج من هذا الموتمر بنتائج تحقق للشباب طموحاته ونكسر الحواجز بين أبنائنا وبين الدولة نريد من الشباب أن يكونوا واعين لحجم الأخطار التي تتعرض لها البلاد بسبب الحصار الاقتصادي المفروض علينا من اعدائنا فعلي الشباب ألا يستسلم وألا يتراجع بل يتصدي لهذه المخاطر بقوة وبروح المصريين نكسر هذا الحصار.