المساء
شوقى الشرقاوى
طرق الموت
الطرق في مصر فازت بلقب عالمي وشعبي تنفرد به وهو "طرق الموت" فلا يوجد طريق واحد - حتي الطريق الصحراوي - بلا حفر أو مطبات أو أجزاء منه مكسرة وتعرض حياة السائقين والركاب للخطر.
طبعا الطريق الدائري وما أدراك ما الدائري يأتي في المقدمة.. فهو علامة مسجلة للاهمال وقلة الخدمات.. وبالتالي لا يمر يوم واحد إلا وتقع عليه كوارث يروح ضحيتها عشرات الأبرياء من المواطنين.. وكذلك محور 26 يوليو.
أما الطريق الزراعي مصر - الإسكندرية وهو الطريق المنسي بالفعل من جانب المسئولين عن الطرق.. وإذا افتكروه قاموا بتكسير جزء كبير منه وتركوه لشهور بلا اصلاح عقابا لاصحاب السيارات الذين يشكون من سوء أرضيته.
هذا الطريق حالته لا تسر عدوا ولا حبيبا.. الحفر كثيرة ويصل حجم الواحدة لأكثر من متر أو مترين مع انخفاض في مستوي الأجناب وأحيانا منتصف الطريق.. لدرجة أن السيارات تسير وهي مائلة مما يعرض أصحابها لكارثة.
الشكوي من سوء حالة هذا الطريق كثيرة ومنذ زمن طويل.. وطبعا لا يوجد أي اهتمام لأنه لا يمر من علي هذا الطريق أي مسئول سواء كان وزيرا أو محافظا أو غفيرا.. وبالتالي تم نسيانه وتركه مقبرة للأبرياء.
والطرق السريعة تتحول إلي بانوراما للعمي وعدم الرؤية في الليل لأسباب عديدة منها عدم وجود إضاءة علي جانبي الطريق وبالتالي فإن السائقين الجهلة يستخدمون النور العالي مما يؤدي لعدم رؤية من يسير أمامهم ومن ثم تحدث الكوارث.
الأخطر هو ذلك الفاصل بين الطريقين وما يسمي بالجزيرة الوسطي.. حيث إنها لا تحجب أنوار السيارات القادمة من الاتجاه المعاكس لأنها سطحية ولا يوجد بها جدار أو أشجار كثيفة تحجب هذه الأنوار ولذلك تقع المصائب أيضا.
والمؤسف حقا اننا نتحدث عن عودة السياحة وفي نفس الوقت لا توجد علي أي طريق من هذه الطرق أي خدمات تشجع علي السياحة خاصة الاستراحات ودورات المياه.. اللهم إلا علي الطريق الصحراوي فقط وعلي مسافات طويلة.
ومن الطرق السريعة والدائرية والمحورية إلي الطرق بين وداخل المحافظات.. والتي تئن من الاهمال.. والسبب أن أي محافظ أو مسئول لا يهتم إلا بالطريق الذي يسير عليه داخل المدينة التي يقيم بها.
ان هذا الاهمال ان دل علي شيء فإنه يدل علي أن الإنسان هو أرخص شيء في هذا البلد.. وبالتالي يعدون له المقابر في كل مكان حتي في الطرق ليتخلصوا من "زنه وأنينه" وطلباته التي لا تنتهي صباحا ومساء.
كلمة هامة:
معدلات الوفيات الناتجة عن حوادث السيارات بالطرق المصرية من أعلي المعدلات في العالم.. فهل من مسئول يتحرك لانقاذ الأبرياء من شياطين الطرق السيئة؟!
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف