صلاح عطية
ضمير القاتل.. وضمير المحامي
أثق أن سقوط العميد عادل رجائي شهيداً أمام بيته وعلي مرأي من زوجته الزميلة الفاضلة سامية زين العابدين. لن يمر كما مر سقوط شهداء كثيرين سقطوا قبله.. وسيسقطون بعده.. فنحن في معركة حياة أو موت مع هذا التنظيم الإرهابي لجماعة الإخوان الإرهابية.. وكل من خرج من عباءتها.. أو يعمل تحت هذه العباءة.. فجميعهم يستقون من نبع واحد.. وسوف يهلكهم الله معاً.. مهما اشتدت فظائعهم.. ومهما أمضوا في القتل وسفك الدماء والتخريب.. فهم إلي نهاية بإذن الله.. هذا وعد الله.. ولا يحيق المكر السييء إلا بأهله.. وقد مكروا.. والله خير الماكرين.
هل سيمنع اغتيال هذه القيادة في جيش الوطن. من استمرار أبطال مصر في تطهير أرض هذا الوطن من دنس هؤلاء الفجرة؟! لا.. بل سوف يكون هذا الاغتيال علامة فاصلة في المواجهة مع هؤلاء الفجار.
لا أقول جديداً.. ولا أخترع شيئاً.. حينما أقول إن هذا الاغتيال قد زاد من صلابة جبهتنا التي يقف معها الحق.. ضد هؤلاء القتلة الذين يريدون اغتيال وطن بأكمله.. الوطن باق.. وهؤلاء إلي زوال.. إلي مزبلة التاريخ التي تحتفظ بسجلهم الأسود.. دامغاً لهذه الجماعة الإرهابية.. وعدوانها المشين علي امتداد سنواتها الثمانين.. لقد ماتت هذه الجماعة في مصر.. وشبعت موتاً.. ولن تحييها أي اغتيالات قامت بها.. أو تخطط لها.. قضي الأمر.. لا مكان لهذه الجماعة علي أرض الوطن.. دماء هذا الشهيد.. ودماء مئات الشهداء الذين سقطوا قبله.. وسيسقطون بعده.. هي التي تروي شجرة الحياة في هذا الوطن.. ودماء الشهداء جميعاً ستطارد هؤلاء القتلة إلي يوم الدين.. ومصر ستنتصر بإذن الله.. كما انتصرت دائماً علي مدي تاريخهم الأسود.. ولكننا نتطلع إلي القصاص العاجل والعادل. ومن المحزن أن يتأخر القصاص.. ولكنه قام قادم.. هل من المقبول من أي محام اعترف موكله بارتكاب الجُرم.. وأصر عليه.. وأعلن أنه لو خرج من سجنه سوف يكرره.. هل من المقبول أن يسعي هذا المحامي إلي تعطيل القصاص وإزاحة حبل المشنقة عن القاتل المعترف؟!
أقول هذا.. وأيام "حبارة" تطول في السجن.. يرتع ويلعب.. بل وفي بعض الأقوال ينجب أيضاً وهو داخل السجن ليس بالمراسلة.. ولا بالحقن المجهري.. وإنما بالاتصال المباشر مع زوجته داخل السجن في خلوة شرعية.. كما ينشر البعض.. حتي وإن نفي الأمن.. هل من المقبول من محامي هذا "الحبارة" أن يسعي بأي وسيلة لإنقاذه من المصير المحتوم حتي وإن تأخر هذا المصير.. وحتي تسبب في يأس المنتظرين للقصاص من أسر الشهداء؟!..
وشهداء كرداسة أيضاً.. ينتظر أهلوهم القصاص.. ولكن ألاعيب بعض المحامين تؤدي إلي تأخير هذا القصاص؟.. هل من وقفة جادة من نقابة المحامين.. مع المحامين الذين اعترف موكلوهم اعترافاً كاملاً بارتكاب الجُرم.. أن يتوقفوا عن التماس الثغرات التي تطيل أمد التقاضي.. وتؤخر القصاص.. ثم هل يتكرم مجلس النواب بتعديل القوانين التي تسمح بما نشهده من بطء شديد في إجراءات التقاضي؟!
ثم لماذا لم يتم من البداية إحالة المتهمين في قضايا ضحاياها من الجيش أو الشرطة إلي القضاء العسكري حتي يتحقق القصاص العادل والناجز دون ألاعيب بعض المحامين؟!
إن مهنة المحاماة هي مهنة سامية بكل تأكيد.. وماذا عن ضمير المحامي عندما يتأكد له أنه يدافع عن قاتل معترف.. ولا يتوقف عن الاعتراف بجُرمه والتباهي بهذا الجُرم وتأكيده أنه لو خرج من سجنه سيعود إلي ارتكاب نفس الجُرم مرة أخري؟ ماذا عن ضمير المحامي المدافع عنه في هذه الحالة؟ هل يصم آذانه.. أو يغمض عينيه عن أسر الشهداء المتطلعين إلي القصاص العاجل والناجز ويتبرع بالبحث عن ثغرات ينفذ منها إلي إطالة أمد التقاضي؟.. هذه قضية أخري..!!
نحن نعرف ضمير القاتل.. ولكن أين ضمير المحامي؟!