لدي المواطن الأصيل.. الاستعداد الكامل لمزيد من التحمل والجلد.. بل يملك قدرة الامتناع عن الأكل والنوم.. طالما رأي الحكومة ترسم "طريق النجاة".. واستشعر انها تقطع خطوات فعالة لمعالجة التدهور الاقتصادي.. وتتخذ إجراءات حاسمة لمكافحة الفساد.. وتضع برنامجا مدروسا يخفف الأعباء. ويحقق النماء.
بالأمس.. اتخذت الحكومة أولي الخطوات.. بإقرارها ترشيد الانفاق في كافة موازنات الوزارات والمصالح والشركات بنسبة تتراوح بين 15و 20% دون المساس بالأجور والرواتب.. كما أقرت خفض التمثيل الخارجي في البعثات التابعة للوزارات بنسبة 50%.
لكن.. التقشف وحده لا يكفي.. وإنما هناك خطوات ينتظرها الجميع بلا استثناء.. وفي مقدمتها قانون الاستثمار الموحد.. الذي يزيل جميع العقبات أمام رجال الأعمال.. ويوفر المناخ الملائم لجذب الاستثمارات... ويمنع الاحتكار.. ويضمن حرية المنافسة.
تنظيم وترشيد الدعم.. أهم إجراء لابد من اتخاذه.. لكي يصل الدعم فعلا إلي مستحقيه.. خاصة أن قطاعا كبيرا من القادرين يتمتع بمزاياه علي حساب الغلابة.. وهل الأنسب أن يظل عينيا أم يتحول إلي نقدي.. وهذا السؤال لا يجيب عليه إلا المتخصصون.. الحريصون بحق علي صالح الوطن والمواطن.
"الكارت الذكي".. لماذا دخل دائرة النسيان.. مع أن الكثير من الخبراء يؤكدون.. انه يساهم في تقديم الخدمات الأساسية لمستحقيها وأهمها الوقود.. ويمنع التلاعب والاتجار.. ويحد من إهدار المال العام..!
وقف استيراد السلع الاستفزازية.. بات طلبا ملحا.. فالعملة الصعبة أحق بها "طعام الغلابة".. والاحتياطي النقدي لا يمكن تبديده في مجالات لا تغني ولا تسمن من جوع.. والانصاف يقتضي ألا يتحمل "البسطاء" فاتورة الاصلاح.. وحدهم..!
في ظل الوضع الراهن.. لم تعد الإجراءات الحالية كفيلة بردع الفاسدين والمحتكرين.. ومن ثم وجب تفعيل دور الأجهزة الرقابية.. وعقد محاكم عاجلة وناجزة للضرب بيد من حديد فوق رءوس الفسدة والجشعين..!
ضبط النفس مع الفوضويين والمخربين والبلطجية.. فات أوانه.. وحان لحظة الحسم والصرامة.. خاصة مع المشككين. ودعاة الفتنة.. وكذلك الإعلام "السودوي" الذي توهم انه وصي علي الشعب.. وظن أن الفهم استأثر به دون غيره.. فراح يهول من الأخطاء.. ويهون من النجاحات قاصدا وعامدا شق الصف وزرع اليأس..!
ان التخطيط السليم.. والقرارات الصائبة.. ترسم قسمات الأمل فوق وجوه البسطاء.. وتدفعهم إلي "شد الأحزمة" برضا وقناعة.. لأنهم رأوا ولو عن بعد.. بصيص الأمل يلوح في الأفق.. وسوف تأتي الانفراجة لا محالة إذا سلكت جميع مؤسسات وأجهزة الدولة "طريق النجاة".. طريق التلاحم.. المصارحة.. الاصلاح.. والعدالة الاجتماعية.