عبد الرحمن فهمى
التعليم ثم التعليم قبل كل شئ
بمناسبة مؤتمر الشباب الوطني الأول الذي انعقد أمس في شرم الشيخ أقول أن مشكلة الشباب ــ ومنذ مدة طويلة ــ هي التعليم ثم البطالة!!
يجب أن يعود التعليم إلي المستوي العالي القديم.. كان الذي يحصل علي الشهادة الابتدائية ــ تصوروا الابتدائية!! يحصل علي لقب "أفندي"!! ويلحق بعمل مناسب في نفس العام.. لماذا؟؟ لأننا لحقنا بالمدارس الابتدائية القديمة.. في مدرسة العباسية الابتدائية في شارع الجنزوري تعلمنا اللغة الانجليزية علي ايدي انجليز!! في مدرسة فؤاد الأول الثانوي بشارع العباسية الرئيسي كان مقررا علينا قصة طويلة لأحد الأدباء الانجليز.. قصة أكثر من مائة صفحة لقراءتها وتلخيصها واسئلة في آخر العام من أحداثها.. ولغة فرنسية "علي خفيف".. ا ين نحن الآن في مدارسنا الحكومية!!!
***
لماذا أنحدر التعليم الآن إلي درجة أن خريج الجامعة خطه بالعربي ردئ بدرجة انه لا يستطيع أحد قراءته.. وأنسي طبعا حكاية النحو واخطاء اللغة البدائية!!
ــ لماذا حدث هذا الآن؟؟!
ــ لأنه من غير المعقول أن يبدأ الطفل مشوار التعليم من أولي ابتدائي وهو لا يعرف ألف باء؟؟!! أمي لا يقرأ ولا يكتب غير معقول أن تضيع سنوات البداية لمحو أمية الطفل وهي أخطر سنوات عمره.. لا وقت بعد ذلك لتعليم اللغات الأجنبية.
أدرك ذلك الدكتور طه حسين .. وأعتبر أن "أساس بناء" الطفل هو المدرسة الألزامية ليتعلم القراءة والكتابة علي أعلي مستوي ويحفظ جزء عم أو بعض آياته.. الطفل الذي يحفظ الكثير من آيات جزء عم لن يخطئ في اللغة العربية مدي حياته.
***
يجب أولا ان نصلح هذا التعليم الذي أنحدر إلي مستوي لا يليق بشباب مصر العظيم الذي قام بأروع ثورتين دون أن يحركه حزب أو جماعة أو زعيم من شباب واع فاهم.. وطموح ووطن يشعر بالمسئولية.. ينقصه فتح الطرق أمامه وسيلبي النداء ويعمل المستحيل من أجل بلده ومن أجل نفسه أيضا.
***
الدنيا تطورت .. والتعليم تطور بسرعة مفاجئة.. وأصبحت التكنولوجيا وفروعها هي "الثقافة الحديثة".. وعلي الشباب أن يستوعبها ليساير الزمن.. وطلبات السوق.. وكلما زادت نسبة التعليم الراقي الحديث المطلوب نقصت نسبة البطالة.. ولا ننسي أحوال الاقتصاد العالمي الحالية المرتبطة بالحالة الأمنية في كل دول العالم.. العالم أصبح قرية واحدة.. واستقرار البلاد كل البلاد معناه الرخاء.. وبدلا من المدفع يوجد الفأس وبدلا من زرع قنبلة في الأرض نبدر الحبوب فوق الأرض وداخل الأرض.. الشباب هو القوة الحقيقية لأي شعب يريد أن يبني.. والكبار للحكمة ورسم الطريق والنظر البعيد والتوجيه السليم والاستفادة من التاريخ.. وبالعقل المستنير والقلب السليم واليد القوية.. سنعيد أمجاد بلدنا بإذن الله تعالي.