استمعت جديدا لحوار رئيس الحكومة المهندس شريف إسماعيل مع قناة سى بى سى، عند إذاعته للمرة الأولى، وفى إعادته بقناة الإعادة، وقرأت ما نقل من الحوار على المواقع الخبرية، وحاولت أكثر من مرة أن أفتش عن الجديد فى تصريحات رئيس الحكومة، لكن للأسف عجزت تماما، المعلومة الوحيدة التى خرجت بها من هذا الحوار هي: إن ديون مصر قبل قرض الصندوق بلغت 15% من الناتج المحلى، وستصل بعد الصندوق 25%، وماذا بعد القرض؟، ماذا بعد ارتفاع الأسعار؟، كيف سيتحمل المواطن؟، ولماذا يتحمل؟، وإلى متى سيظل متحملا؟، وما الذى سيعود عليه؟، وما الذى ينتظر أولاده؟، هل المرتبات ستتحمل ارتفاع الأسعار المتوقعة بعد رفع نسبة من الدعم؟، هل أصحاب المعاشات سينجحون فى الصمود بالجنيهات التى تصرف لهم؟، ماذا عن الحد الأدنى لأجور القطاع الخاص؟، هل باعت الحكومة العمال لرجال الأعمال؟
رئيس الحكومة، كما سبق وذكرت، لم يقل معلومة واحدة توحد الله يمكن لنا التوقف أمامها، معظم ما قاله سبق وسمعناه خلال الشهور الماضية، ارتفاع المرتبات، ورفع المعاش، والتوسع فى تكافل وكرامة، وأن أيديهم ليست مرتعشة، وأن الحكومة تمتلك خطط مستقبلية، وأن المخزون الاستراتيجى من السلع الرئيسية يكفى ستة أشهر، وأن الحكومة تستمع إلى رجال الأعمال.
غاب عن الحوار الحديث عن الصناعة، وعدد المشروعات المتوقع إقامتها خلال الفترة القادمة، وعدد العمالة المنتظر تشغيلها بهذه المصانع، وماذا عن صناعة النسيج، ومشكلة زراعة القطن، طويل وقصير التيلة، وتجديد خطوط مصانع السكر، وإقامة الصناعات كثيفة العمالة، صناعة الأدوية بما تتوافق مع الأسواق العالمية، المصانع التى توقفت عن العمل، المصانع التابعة للحكومة التى تهالكت،
مشكلة التأمين الصحي، المستشفيات، محور قناة السويس، ماذا تم فيه؟، المشروعات المنتظر إقامتها خلال الفترة القادمة، الفترة التى ينتظر أن تبدأ فيها هذه المشروعات، والمتوقع أن تسده من الواردات، والنسبة المنتظرة من التصدير.
فى ظنى أن المستمع لحديث رئيس الحكومة لن يميز جيدا بين حديثه عن خطة الحكومة لإصلاح عجز الموازنة وبين خطط الحكومة للنهوض باقتصاد البلاد، فقد حاولت أكثر من مرة أن أميز من كلامه الفرق بين برنامج الحكومة لإصلاح العجز وبرنامجها المستقبلى للنهوض بالاقتصاد، لكن للأسف لم أنجح، حيث يعرض رئيس الوزراء برنامج الحكومة لإصلاح عجز الموازنة والمتمثل فى: القيمة المضافة، ترشيد الإنفاق الحكومي، الرفع التدريجى للدعم، الحد من استيراد السلع غير الضرورية، رئيس الحكومة تحدث عن هذا البرنامج الخاص بالموازنة وكأنه هو البرنامج الفعلى للنهوض بالاقتصاد مستقبلا، حتى أنه كرر أكثر من مرة تمسك الحكومة برفع نسب الدعم، والترشيد وغيرها مما يساعد على سد عجز الموازنة العامة للبلاد.
يجب على رئيس الحكومة أن يعرف جيدا أن سد أى رب أسرة العجز فى موازنة الأسرة الشهرية يعد نجاحا كبيرا، خاصة وإن كانت ظروفها الاقتصادية سيئة، لكن الأهم هو النهوض بمستوى معيشة هذه الأسرة.