الكورة والملاعب
طارق عبد المطلب
فلسفة الفوز خارج الديار
لم تعد كرة القدم كما كانت أيام زمان حين كانت خطة المدرب في المباريات الصعبة أن يربت علي اكتاف لاعبيه ويقول لهم: شدوا حيلكوا يارجالة عايزين نكسب!
الكرة حاليا صناعة وفن وتجارة واقتصاد.. فهي في معظم البلدان وتحديدا من هم مثلنا مصدر سعادة الناس.. الفوز فيها ينسي الهموم وينعش الأحلام ولو مؤقتا.
وفي منافسات الكرة القارية. اصبح الفوز في المباريات مرتبطا بنتيجتي الذهاب والإياب..لذلك: أضحي اللعب خارج الملعب له تكتيك مختلف عما يلعب به الفريق في أرضه. ولم يعد أسلوبا شدوا حيلكوا يارجالة يصلح للقاءات القوية التي تتطلب إعدادا بدنيا وفنيا وخططيا تكتيكيا مكثفا. بجانب الإعداد النفسي والذهني والتركيز علي الجانب الإرادي والدوافع لاستنفار الطموح عند اللاعبين.
التعامل خارج الديار يحتاج الي مدرب "مكار" لديه القدرة علي قراءة المنافس بشكل جيد للتركيز علي نقاط ضعفه والحد من مفاتيح لعبه وخطورته. وقبل هذا أن يكون لديه الوسائل التي يتجنب بها نقاط ضعفه لاسيما في الجوانب الدفاعية. ومنذ سنوات تعامل الراحل محمود الجوهري رحمه الله بذكاء شديد مع إمكانيات لاعبينا. وقال أن اللاعب المصري يفقد تركيزه مع مرور الوقت خلال المباراة. مما يتطلب شحنه بصفة مستمرة حتي تنتهي بسلام. وفي سبيل السلامة اعتمد علي طريقة دفاعية لتأمين مرمانا. وقال حينذاك: إذا لم أحرز هدفا يجب ألا يدخل مرمانا هدفا.
لكن طريقة الجوهري مع الأيام وتطور الكرة أصبحت تتطلب جرأة أكثر في المباريات الخارجية سواء للأندية أو المنتخبات. لأن التجارب أثبتت أن التعادل السلبي بدون أهداف خارج الحدود لايفيد. ويعد من النتائج الخادعة في المباريات التي تحسم بنتيجتي الذهاب والاياب.
وحتي لايكون الفوز في الخارج معدود وبالصدفة. فقد بات الأمر يحتاج الي تغيير فلسفة اللاعب المصري. وإعداده وهو في الناشئين علي رغبة الفوز خارج ملعبه. من خلال الدفاع المحكم واستثمار الهجمات المرتدة. وهذا ماتفتقده الكرة المصرية حاليا علي مستوي الأندية وتحديدا الأهلي والزمالك.. فمنذ عدة مواسم لم نشاهد أهدافا للأهلي من هجمات مرتدة لاعتماده علي الهجمات المنظمة تحتاج الي وقت في الوصول الي المرمي.
ولعل منظومة المنافسة في الكرة المصرية هي التي فرضت هذه الحالة علي الأهلي والزمالك. حيث يجد لاعبو الفريقين انفسهم مطالبون بالفوز علي باقي الفرق المنافسة لهم محليا التي تلعب غالبا أمامهما دفاع بذات المبدأ الخروج بأقل الخسائر وهو ما يوضح لماذا يضم الناديين مدافعين من الفرق الأخري. كما يوضح السبب في اهمال بعض لاعبي الفريقين للأدوار الدفاعية في ظل الاهتمام پبالهجوم. وقد رأينا ذلك في لقاء الذهاب للزمالك أمام صن داونز. حينما دفع مؤمن سليمان بأربعة لاعبين يتميزون هجوميا فقط دون الارتداد الدفاعي هم: شيكابالا. وايمن حفني. وستانلي. وباسم مرسي. وكيف أدي ذلك إلي أن الزمالك كان ينقصه أربعة لاعبين دفعة واحدة كلما فقد الكرة. مما أسفر عن الخسارة الثلاثية.
الكرة المتوازنة لاتعني الخروج بأقل الخسائر فقط أو التهور الهجومي.. بل تعني تأمين الدفاع واستثمار الهجوم المرتد. والتعامل بذكاء للفوز خارج الحدود.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف