أعلنت وزارة التعليم عن خطة جديدة لمقاومة تسريب الامتحانات بأن تكون الاسئلة والاجابة فى ورقة واحدة ، واختلاف ترتيب الاسئلة لكل عدد من الطلاب واضح ان الوزارة من تعاملها مع التلاميذ اصبحت تفكر بطريقة طفولية ساذجه .. فليس هناك فارق بين تسريب ورقة اسئلة فقط وورقة تتضمنن معها دمج ورقة الاجابة ، بل انها فى هذه الحالة تسهل لمن يغش النقل بأقصى سرعة ! .. أما عن اختلاف ترتيب الاسئلة من طالب الى اخر . فهل تعتقد الوزارة ان هناك طالب واحد لا يعرف الاجابة المرتبطة بالسؤال بصرف النظر عن ترتيبه ؟ كان الآجدى بالوزارة البحث عن حلول أخرى مثل التوسع فى الامتحانات على الطريقة الامريكية اى الاجابة من خلال صح وخطأ وهى طريقة تفادى اخطاء التصحيح ، أو ان تضع عدة امتحانات مختلفة فى مستوى واحد وان يتم توزيعها على الطلاب .. وتشديد عقوبة التسريب الى الاشغال الشاقة ، وتجريس من تورط فيها بنشر اسمه كاملا وصورته وفضحه ليكون عبره لغيره لكن الاهم ألف مره الاجابة عن السؤال . هل لو أمتنع تماما تسريب الامتحانات نكون أمام عداله حقيقية ؟ ليست هناك عدالة مادام طالبا يلتحق بكلية الاعلام أو الاثار بمجموع يتخطى 95% وطالب يدخل جامعة خاصة ويحصل على نفس مسمى المؤهل بمجموع 55% لان الاخير أسرته تملك المال ، ونفس الحال فى الهندسة وغيرها من الكليات .. ثم بعد التخرج تكون فرصة العمل والحصول على وظيفة لصاحب المجموع الاصغر لان أسرته لها معارف ! وليست هناك عدالة والوظائف تورث ، فأبن المستشار يدخل سلك القضاة حتى لو كان مجموعه أقل ، وأبن الدبلوماسى يلتحق مثل أبيه من وسط الاف المتقدمين والمتفوقين ، وابن استاذ الجامعة تختلق الكلية مكانا لابنه ليكون معيدا ، بل وصل الحال الى عرقلة دخول طلاب متفوقين حتى يكون الآول على المتقدمين فى المادة التى يراد ان يلتحق بها ، وهكذا فى باقى المهن حتى التى تعتمد على الموهبه مثل الفن والتمثيل والسينما ! يا ساده .. قبل ان تواجهوا تسريب الامتحانات واجهوا تسريب الضمائر !