ليس غريبا، أن يسيطر حلم الهجرة إلي الدول الغربية، علي أفكار، عدد كبير من الشباب. فبالإضافة إلي أزمة البطالة القاتلة، التي أشرت إليها في مقالي السابق. هناك مشاكل قد لا نتوقف أمامها نحن الكبار، من كثرة اعتيادنا عليها، مثل الروتين الخانق، وتراجع مستوي التعليم، وبالتالي ضعف مستوي الخريجين، ناهيك عن تردي الخدمات العامة وانتشار الفقر وتتابع الأزمات. وقبل كل هذا غياب الشباب عن مؤسسات صنع القرار، وإحساسهم بالتهميش، وتعامل الدولة والمجتمع معهم، كتابعين ليس عليهم سوي السير في الركب، دون أن يكون لهم حق الاعتراض. لذا سعدت كثيرا بمتابعتي فعاليات مؤتمر الشباب بشرم الشيخ، الذي يشارك فيه 3 آلاف شاب من مختلف المحافظات. فقد شهدت جلساته - خاصة التي شارك فيها الرئيس السيسي - مساحات واسعة للحوار بين الشباب والخبراء وممثلي البرلمان والحكومة وحتي الرئيس، حول مختلف المشاكل التي نعانيها، وارتحت لما يمكن وصفه بالفضفضة الشبابية، وسعة الصدر التي تحلي بها المسئولون، وفي مقدمتهم الرئيس، الذي أشاع بمداخلاته الصريحة، جوا من الدفء في أرجاء المؤتمر والحاضرين، بل والمتابعين عبر شاشات التليفزيون، يمكن تلخيصها في عبارة قالها الرئيس بكل ود للشباب.. » كلكم أولادي، وأريدكم أحسن ناس في الدنيا ». ويمكنني القول بكل ثقة، إن تحقيق مثل هذا التقارب الفكري والنفسي مع الشباب، يكفي للحكم علي المؤتمر بالنجاح، مما يشجع علي تكراره كثيرا، لإتاحة الفرصة لمشاركات أكبر ، وحبذا لو واكب ذلك تنفيذ ما يصدره من توصيات، لتحفيز الشباب علي القيام بالدور المأمول في خدمة الوطن، بدلا من التفكير الدائم في الهجرة - بأي طريقة - للخارج.