ماذا تعنى مشاركة الرئيس ومداخلاته واستماعه للشباب وللنخب من كل مصر؟
وماذا يعنى هذا الحوار الراقى والجدل الإيجابى والحيوى والصورة المشرقة التى رأيناها فى المؤتمر الوطنى للشباب، هذا المشهد الذى لم تعشه مصر من قبل يعنى ويعطى الثقة فى العقول المصرية، وفى اتجاهات الدولة ويؤكد أن لدينا ثراءً ووضوحاً فى الرؤى، رغم كل التحديات والظروف الصعبة ويصدر طاقات إيجابية ورسائل مهمة أهمها أهمية وحتمية التواصل المباشر بين الشباب والنخب مع الرئيس والحكومة فى حرية واحترام ومناخ صحى، وحالة من التفاؤل والقوة والتفاعل والثقة.
هذه الحالة وهذه الصورة شديدة الرقى لا بد أن تكون قاعدة وليست استثناء أو أياماً أو حدثاً نستمتع به ويمضى، ولكن لا بد أن نقبض على هذه الحيوية المباشرة وهذا الأسلوب المحترم بين رئيس الدولة والحكومة وبين الشباب والنخب وهذه الحالة لا بد ألا تكون جملة وتنتهى، ولكن لا بد أن تكون مفتتحاً، وبداية بلا نهاية.
هذا التفاعل لا بد أن يكون قاعدة وأسلوباً ومنهجاً وليس بالضرورة أن ننتظر مؤتمراً سنوياً، ولكن لا بد من اعتماد هذه الطريقة منهجاً يومياً للحياة لا بد من الإبقاء على حالة التواصل فى أعلى درجة من الجدية والرقى والتنظيم والتحضر، ولا بد أن يتعامل الوزراء بنفس الشكل على مستوياتهم، على ألا يكون شكل ومكان التواصل القاهرة بل لا بد من الانتقال للمحافظات بشكل أسبوعى أو نصف شهرى ونرى مؤتمراً فى سوهاج تذهب إليه جميع المحافظات وآخر فى المنصورة بنفس المواصفات، لا بد أن تنتبه الدولة لاستمرار حالة التواصل دون انقطاع بين الحكومة والرئيس من ناحية، وبين الشعب والحكومة والرئيس من ناحية أخرى وينقل الإعلام هذه الجلسات ويترسخ ثقافة الحوار والاختلاف الراقى والمطالب باحترام، وهذا التواصل يقضى على مناخ الشائعات، وعلى الأشياء المكتومة والصور الغامضة والقضايا الملتبسة وهذا بدوره يقلل من وجود غضب قابل للاشتعال، لا بد أن تتغير ثقافة الضبابية وما يقوم به بعض المسئولين من التحصن داخل مشكلاته دون مشاركة مجتمعية تفتح أبواباً للحوار والحلول والمسارات الجديدة، فالتفاعل ثراء حقيقى على مستويات عدة، ولا بد أن يكون هذا المؤتمر بكل الرقى والتحضر والتنظيم منهجاً جديداً لمصر ونقطة يبنى عليها، ولا يكون كأشياء جميلة حدثت، مثل المؤتمر الاقتصادى، وانتهت كأن شيئاً لم يكن. لا بد ألا نهدر هذه الفرصة، ولا بد أن نمتلك دولة وشعباً ذا إرادة وإصرار على تغيير منهج التعامل والتفاعل والعودة إلى الاحترام والحوار الراقى، ولا بد للقضايا المهمة التى طرحت أن تكون لها آليات تنفيذ مبدعة ودقيقة وخاصة فى التعليم، القضية المحورية والأهم، فالتعليم أمن قومى لمصر، فلا نريد شخصاً متعلماً فقط، كما قال الرئيس، بل نريد شخصية، وهذا اتجاه صحيح والشخصية السليمة هى نتاج مناخ صحيح يشرق فيه التنوير والوعى، ويسود فيه الرقى والاحترام، حتى فى أحلك وأصعب الظروف..