المساء
مؤمن الهباء
شهادة - شكراً للترابين !!
اختلفت الآراء حول جدوي تسليح قبيلة الترابين في شمال سيناء كي تشارك في الحرب علي جماعة "أنصار بيت المقدس" علي غرار مجالس الصحوات التي شكلتها القبائل السنية في العراق عام 2006 لمواجهة تمدد تنظيم القاعدة.. هناك من الخبراء من رحب بهذه الخطوة واعتبرها تطوراً إيجابياً يجب أن يحظي بمساندة القوات المسلحة والأجهرة الأمنية.. وهناك من الخبراء ايضا من حذر من أي دخول للقبائل علي خط المواجهة لأن ذلك سيؤثر علي دور الدولة سلباً.. وتتحول المنطقة إلي صراع قبلي واقتتال أهلي يصعب السيطرة عليه.. فالقوات المسلحة قادرة علي تصفية البؤر الإرهابية في سيناء.. والاستعانة بالقبائل أمر مرفوض لأنه يمس هيبة الدولة ويؤدي إلي نشوب حرب أهلية.
وطبقاً للتقرير الذي نشرته "الشروق" الأحد الماضي فإن قبيلة الترابين أعلنت الحرب علي جماعة "أنصار بيت المقدس" وتعهدت بالثأر منها بسبب جرائمها في حق الوطن واستباحة البيوت والحرمات.. وقالت القبيلة في بيان أصدرته: "لقد بلغ الصبر مداه أمام ممارسات الجماعات المتطرفة التي تحسب نفسها علي الإسلام ظلماً وعدواناً.. وقتلوا الرجال بتهم ملفقة واستقطبوا الشباب وحولوا الأرض المقدسة إلي ساحة حرب في خدمة أجندات خارجية وداخلية.. نعلن نحن أبناء قبيلة الترابين المصرية أنه أصبح بيننا وبين التنظيم ثأر لن يهدأ إلا بالانتقام.. والوصول إليه حياً أو ميتاً".
ودعا بيان الترابين "كل أبناء القبائل الشرفاء لتوحيد الصف والتصدي لهذا التنظيم الذي بات يهدد كل الوطن وليس سيناء فقط.. وأن يكون التصدي فعلاً وليس قولاً حتي ننهي الأمر الذي بدأوه.. ونخلص الوطن وأهله من هذا الورم السرطاني".
ليس عندي أدني شك في حسن نية أبناء قبيلة الترابين.. وأشكرهم كثيراً جداً علي هذه الروح الطيبة التي أبدوها والمبادرة التي أعلنوها.. لكني أتحفظ ألف مرة علي تسليحهم والسماح لهم بأن يدخلوا طرفاً في المواجهة العسكرية ضد أنصار بيت المقدس أو غيرها من الجماعات الإرهابية في سيناء.
وأضم صوتي بقوة إلي الأصوات التي تؤكد علي أن المواجهة المسلحة للإرهاب وللخارجين علي القانون بصفة عامة مسئولية حصرية للدولة.. والسلاح الذي يجب أن ينتصر علي هؤلاء هو سلاح الدولة حصرياً.. وسلاح الدولة لا يجب أن يكون في أيد أحد غير القوات المسلحة والأجهزة الأمنية المعنية.. وهذا الرأي يستند إلي ثقة كاملة بأن قواتنا المسلحة قادرة علي دحر الإرهاب كلما أطل برأسه.
فلتتعاون قبيلة الترابين والقبائل الأخري مع القوات المسلحة بالطريقة التي ترسمها قواتنا وبالقدر الذي تحتاجه وتتسع فيه المساحة للتنسيق علي الأرض.. أما المواجهة بالسلاح فهذه قضية قواتنا المسلحة والأجهزة الأمنية وحدهما.. خاصة في سيناء.
مصر لم تكن ولن تكون دولة ميليشيات مسلحة.. ولن تكون هناك شرعية لأي سلاح خارج نطاق القوات المسلحة والأمن.. وتجارب الدول من حولنا تجعلنا نتمسك بهذا التقليد المصري الأصيل حتي آخر رمق في حياتنا.
وعلي الذين ربطوا بين مبادرة الترابين والصحوات التي شكلتها القبائل السنية في العراق لتواجه القاعدة بالسلاح أن يتذكروا ويتفكروا إلي أين وصلت هذه الصحوات.. هناك معلومات كثيرة تحدثت عن ارتباط الصحوات السنية بميليشيات حزب البعث المنحل تحت إمرة عزة الدوري نائب صدام حسين الذي لقي مصرعه مؤخراً.. وهناك معلومات ربطت بين الصحوات المسلحة ونشأة تنظيم داعش.
وفي كل الأحوال.. مصر دولة كبيرة وسلاحها لن يكون إلا في يد قواتها المسلحة.. وشكراً للترابين وأصحاب المبادرة.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف