الجمهورية
منى نشأت
يا نور عينه وأكتر
ربيتهم كالقطط.. أمسح علي شعرهم حتي يروحوا في النوم.. وأضبط كوب اللبن علي شفاههم في الصباح.. لم يشهد نهاري "شخطة" ولا "نظرة" وكيف ارفع فيهم الصوت وهم حبايبي وروح القلب.. هدية من الله يهدي بها الأم.. يشركها في لحظة ميلاد.. خلق إنسان ثلاثة يعرفوا الحياة من دقات قلبي.. أمام عيني لحظة بلحظة.. أدعو صغار الجيران للعب معهم في بيتي ولا يغادرون لبيت جارة.. نعمة تسري بي دمي ولحمي أفتح لها شرايين ولا أدعها تتسرب من دمي.
تركوني للمدرسة وللدرس.. ولعيد ميلاد الصديقة فجعلت من سيارتي بيتي لا أغادر مكانهم.. أودعهم وأبقي علي بابهم.. أعد الساندويتشات لاستقبالهم. أسمع أغنية حب تزيد في لهفة لهم.. اتعب.. أغمض.. أتغطي بشالي.. أنام وأحلم بهم.. يأتون فيجدونني. ينقرون علي زجاج السيارة فتفتح الدنيا بابها لنمتزج نحن الأربعة من جديد. حكايات لم تبد لي صغيرة لأنها عندهم كبيرة.. تركتنا المدرسة ودخلت مطبخها عملت أكل رائحته جميلة.. تليفون سريع للمعلمة أسمع منها طريقة عمل الكيك الذي شمت رائحته ابنتي وكلام عن درس صعب.. واستئذان مدرس في الحضور لأخذ الدرس وسط البنات.. لأضع المعلومات بطريقتي داخل رأس ابنتي.
رجل.. وقطتان
كم وجهت لي باقي الأمهات اللوم.. وحذرتني جارات.. ونبهتني قريبات لم تؤلمني ولا أوقفتني عند حد كلماتهن. نعم تمنيت ان أكمل حياتي كما ربتني أمي كقطة واضطرني الأحياء للخربشة.. واللدغة.. واللسعة.. لكني رغم كل الأحوال.. الأهوال مصممة أن تكمل قططي حياتها تسعدها اللمسة وتأثرها طبطبة.. ناعم ملمس الروح كحرير ملتف بمخمل زانه دانتيل.. وطارت به لمسات من شيفون أبيض ساحر للعيون.
الله يرضي عليك.. يا ابني
الله يا ابني.. لا تقبل الحرام.. ولا ترضي بظلم إنسان.. التربية ليست بالمهمة المستحيلة ولا هي صعبة أو ثقيلة علي من يستطع الحمل.. والتحمل.. وحان وقت الحصاد.. جني الثمرة.. ابني الرجل يتوجني ملكة.. حين يقدمني لأحد يرفع رأسه لأعلي حتي يكاد يبلغ السماء. يضع قبلة علي جبيني.. يأخذ بيدي.. يسندني.. أشعر ان كل شيء مجاب لو كان بجانبي سأغير كلمات نزار.. وأغني لو أني أعرف خاتمتي.. لكنت بدأت.
ابنتي الكبري.. شقت طريقها بكرامة.. لم تذعن ولا قبلت شراكة مغمضة العيون.. غافلة الطرف.. قابلة لهوان.. انتفضت وثارت ثورتها.. وضعت صغارها بين أسنانها في محاولة للوصول بهم إلي بر الأمان.
بقيت آخر عنقودي الجميل.. صغيرتي التي جمعت لها من كل بلد زهرة.. ستشرب في كأس من كريستال.. وتأكل بملعقة من بلاد تركب الأفيال.. أحمل جهازها في شنطة سفري قطعة اتخيلها في بيتها.. وأخيرا أصبح لها بيتا.. اختارت بنفسها وبإيحاء من قلبها.
أهل.. وبيت
نطقت بكلمة حب أخرها عقلها سنوات.. وصارت الآن علي لسانها.. ما أروع أن نحب ونعيش مع الحبيب.. نخاف علي بعض.. ونحتمي بنا من الدنيا.
رفرف قلبي وطار مني.. وهي ترقص بفستان أبيض.. والعريس يلملم الثوب ومعه الفرحة.
كنت أوقظها في الصباح وأغني لها.. باحب فيكي ضحكة عينكي.. فعيونها تضحك قبل الشفاة.. وقبل أن تنام لها "سمرا وبعيون كحيلة.. وجديلة ديل الكحيلة".. وهي لا تنام قبل أن أظل امسح علي شعرها.. فتغمض جفنها علي ضحكة في عيونها.. فهل سيفعل هو.
ان تململت من حر رفعت عنها الغطاء وان بردت أطرافها شددته عليها فهل سيغطيها.
لم أكن اتركها تطلب بلسانها طلبا.. فقبله تأتيني لغة العيون.. وقبل أن تشير بأصبعها يكون مجابا طلبها.. هل سيقرأ هو ما في العيون.
سكرة
فرح صغيرتي.. قطعة سكر سرت في دمي.. أنستني مرارة الأيام.. مسحت طعم العلقم من علي لساني وحلقي وشراييني ونخاعي.
وضعتها بين الجفن والجفن.. راعيتها.. ربيتها من يدي الطيبة إلي يد طيب يارب.. بقي.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف