عبد الرحمن فهمى
البلد في حاجة لأفكار وعمل
من قال إننا في حاجة لقروض من صندوق النقد أو غيره.. من قال إن عندنا مشاكل في السياحة وفي النقد الأجنبي وسعر الجنيه وارتفاع الأسعار والبطالة.. نحن فقط لا نستغل الفرص التي تتاح لنا.. سأضرب لكم مثالاً قديماً عاصرته بنفسي.
في الثمانينيات والتسعينيات كنا نعرض خلال الصيف بعض عروض مدينة "والت ديزني" في مجمع الصالات التابع لاستاد القاهرة.. خاصة عروض الرقص علي الجليد.. وكانت التذكرة بمائة جنيه.. والإقبال كبير حتي تكررت زيارات فرق "والت ديزني" عدة مرات.
ذات مرة رئيس احدي الفرق قام بجولة في استاد القاهرة خلال العرض فوجد الظلام يسود المنطقة الرائعة في وسط الحي المليء بالسكان.. لم يتم استغلال مساحات واسعة من أرض الاستاد فعرض الرجل علي المرحوم مصطفي البحيري مدير الاستاد أيامها استئجار الاستاد.. والمستأجر هو "شركة والت ديزني" نفسها لتقديم عروضها لمدة عام قابل للمد.. بل قيل إن "والت ديزني" يريد أن تكون مدة التأجير المبدئي لا تقل عن عشر سنوات لأن الشركة ستتكلف كثيراً قبل بدء العروض.
حاول المرحوم مصطفي البحيري اقناع مجلس إدارة الاستاد دون جدوي.. ورفع الأمر للمجلس الأعلي للشباب والرياضة دون جدوي.. ووصل الأمر إلي رئيس وزراء دون جدوي.. وضاع المشروع.
منذ مدة ليست بالقصيرة.. وصل إلي القاهرة من ادعي أنه أحد المسئولين في شركة "والت ديزني" يريد إحياء الفكرة.. وكنت أول من زاره هذا الرجل باعتبار انني كتبت كثيراً أؤيد المشروع.. وأوصلته إلي وزارة الشباب والرياضة.. ولا أعلم لماذا تعثرت المفاوضات.
بلاها فكرة ايجار منطقة الاستاد لتدب الحياة والنور في منطقة رائعة من القاهرة.. تعالوا نخصص أرضاً شاسعة لنقل "والت ديزني" كله إلي مصر.. تدخل مصر شريكاً بالأرض "مائة وعشرون فداناً علي الأقل" ولن ندفع دولاراً واحداً ونكسب ما لم نكن نحلم به.. ليس المال للاستغناء عن دولارات صندوق النقد وغيره.. بل سنحل مشاكل مستعصية لا حد لها.. أهمها السياحة الداخلية والخارجية والعربية.. الناس قبلي وبحري سينبهرون بما لم يكونوا يحلموا برؤيته.. كل الدول حولنا سيحضر أهلها ليس للآثار فقط.. أيضاً "والت ديزني"!!
.. و.. ومشكلة البطالة.. كم شاب وشابة مطلوب في والت ديزني بمرتبات خيالية!!!!
نحن "ملوك الفرص الضائعة" بصرف النظر عن السنوات التي مضت منذ العرض الأول.. ماذا لو رجعنا إلي أيام الشفافية والنزاهة وتكون المفاوضات في القاهرة مع السفارة المختصة ويتولي المفاوضة المسئول المصري الذي يخشي الله والوطن.. ويخشي الفضيحة لأن المفاوضات في بلدنا!!!
الموضوع ليس مؤتمراً ولا وزارة.. الموضوع أفكار وعمل.. وحب وإخلاص.. وإيمان بالله عز وجل.