المساء
أحمد عمر
الحكومة اتكلمت
صوت الأمل يبدد غموض الصمت.. لكن الحكومة ساكتة لا نعرف إن كانت تفهم معضلات الواقع ولا تستطيع التجاوب معها ربما لظروف تتجاوز الإمكانيات وأنها لا تريد أن تعلمنا خوفاً علينا من "الزعل".. أو إن كثرة الهموم تجعلها منفصلة عما يجري للناس وللبلد.
الإجابة في مداخلات الرئيس عبدالفتاح السيسي بمؤتمر شرم الشيخ.. تنم عن وعي عميق بتفاصيل الواقع ومساحات الفقر و الفساد في المجتمع كما كشفت عن وجود رؤية وإجراءات فعلية لمكافحة الأمرين انطلقت بالفعل وتحتاج منطقياً لوقت طويل حتي تظهر نتائجها.. لكن الحكومة مازالت تتخندق في صمت لم يقطعه "الكلام الساكت" لرئيسها علي إحدي الفضائيات.
نظرات بعض رجال الدولة حول الرئيس وما تكشفه لغة الجسد وتعبيرات الوجوه خلال تفاعلهم مع المناظرات التي كانت تجري علي المنصة تكشف عن خوف واتهام للإعلام وخلط في المفاهيم تجاه ماهية الصحافة ودورها.. قد يبدو منطقياً من جانب رتب عسكرية تحظر القوانين طوال تاريخهم التعامل مع وسائل الإعلام.. لكن لا يبدو منطقيا أبدا من رئيس حكومة مدنياً مهندساً أن يلتزم صمتا مطبقاً كأنه "الصندوق الاسود" لكل جهود الدولة التي تبذلها طوال شهور وسنوات لبناء مستقبل الدولة المصرية علي أسس سلبية من خلال 1135 مشروعا يجري تنفيذها وينتظر الانتهاء منها خلال عام 2018 وفقا لرئيس الجمهورية وليس رئيس الوزراء.
يؤمن الرئيس السيسي بأن الأمل جزء من الحل.. هكذا صرح اكثر من مرة.. لكن رئيس الحكومة المهندس شريف اسماعيل يعمل بمبدأ "داري علي شمعتك".. مخالفا ابسط مبادئ العمل السياسي.. بأن الاعلام جزء من الأدوات السياسية.. يلتزم شريف اسماعيل الصمت متنازلا طواعية عن جانب خطير من أدواته.. تاركا فراغا هائلا تملأه الظنون والخوف من الغد وشائعات تطبقها اشباح مواقع للتواصل الاجتماعي تحولت أداة تسويق للأكاذيب بادعاء انها الاعلام البديل بعدما ضيقت حكومتنا علينا خناق المعلومات.
في شرم الشيخ شهدنا كماً هائلاً من الافكار والرؤي استحقت ان ينزل لها الرئيس جالسا في صفوف المستمعين.. والحقيقة أن نزول الرئيس للشباب وحرصه علي الحضور بنفسه ومصطحباً الحكومة هو ما ادي إلي هذا الزخم الكبير الذي شهده المؤتمر وما ادي إليه من تدفق في وجهات النظر.. تبدو متناقضة احيانا لكن الحقيقة انها كانت في عمومها متكاملة بناءة.. سجلها التاريخ واصبحت حجة علي من سمعوها إذا لم يعملوا بها.. ولا يبدو من منطق يضرب بها عرض الحائط بعد كل هذا الاهتمام السياسي والرسمي.. خاصة أن فكرة المؤتمر ورعايته والعمل علي انجاحه تنسب بلا جدال لشخص رأس الدولة ورئيس سلطتها التنفيذية.
يستحق مؤتمر الشباب بشرم الشيخ أن يكون نقطة تحول للسياسة المصرية.. وان يكون قد حقق في جانب من ايجابياته فهماً اوسع للدور التنموي للإعلام.. وان تثير فصاحة الشباب الذين شاركوا غيرة وزراء الحكومة فينطقون كلاماً مفيداً ومعلومات شافية.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف