الذي فهمته من كلام الرئيس السيسي في مؤتمر الشباب. أن تطوير التعليم وإنقاذه من الانهيار والتردي. يتطلب أموالا طائلة ليست متوفرة الآن.. إذن وحسبما فهمته سيظل الحال علي ما هو عليه.
وبالتأكيد فإن بقاء الحال علي ما هو عليه لا يرضي الرئيس ولا يرضي المصريين جميعا لأن معناه الحكم بالفشل علي أي خطط للتنمية نفذناها أو في سبيلنا إلي تنفيذها. فبدون تعليم جيد ومتطور ومواكب للعصر. سنفقد أي فرصة للتقدم والنهوض.. ما أقوله ليس اكتشافا فهو معروف ومجرب. وما من دولة نهضت وتقدمت إلا بنهوض وتقدم تعليمها أولا وقبل كل شيء.
نعم موارد الدولة محدودة. لست معنيا الآن بمناقشة أسباب ما نحن فيه. فما حصل حصل وخلاص. لكن سؤالي. أوجهه إلي الرئيس مباشرة. بما أنه طلب من الشباب في حواراته معهم أن يقولوا رأيهم بصدق ودون خوف: وهل مواردنا البشرية محدودة أيضا؟
بمعني آخر ألا يوجد في مصر خبراء أكفاء يمكنهم وضع خطط. بتكاليف مالية محدددة. لتطوير التعليم؟ أكيد يوجد. ولكن هل استمعنا إليهم. هل استعنا بهم؟
للأسف نحن نستعين بغير الأكفاء في الكثير من مؤسسات الدولة. ولا تشغلنا تقارير الكفاءة والخبرة قدر ما تشغلنا تقارير الأمن. وتلك هي الكارثة والمحنة الحقيقية التي تعيشها مصر.. ما من دولة قدمت تقارير الأمن علي كل شيء إلا وفشلت وانهارت.
علينا أن نسأل أنفسنا: هل نحن جادون حقا في إنقاذ التعليم المصري. وقبل هذا السؤال علينا أن نسأل: هل ندرك حقا اننا سنظل فاشلين ما ظل تعليمنا فاشلا؟ تلك هي المشكلة.
في ظني أن كثافة الفصول ليست هي الأزمة وإلا لماذا يفهم التلاميذ شرح المدرس الخاص وهم في مدرج به ليس أقل من 800 طالب؟ وليست الأزمة في سوء حالة المدارس. الأزمة في المناهج وطرق التعليم. وهي مناهج عقيمة وطرق متخلفة لا نستطيع من خلالها تقييم الطالب بشكل علمي سليم.
تغيير المناهج وربط التعليم بسوق العمل لا أظنه مكلفا. وتغيير طرق الامتحان ليس مكلفا أيضا. وإعداد المدرس بشكل علمي. وخلال إجازة الصيف تحديدا لن يكون مكلفا. وتوحيد نظام التعليم في مصر كلها لن يكون مكلفا.
الأزمة ليست في عدم توفر الموارد المالية اللازمة. لكنها في عدم استغلال الموارد البشرية والاستفادة من خبراتها لأنها ليست علي الهوي أو لأنها تشترط أن تكون فاعلة وليست مجرد سكرتارية تقول حاضر ونعم.
المسألة مسألة إرادة. فهل تتوفر لدينا إرادة تطوير التعليم فعلا. وإذا توفرت فهل ندرك اننا لن ننجح في التطوير مادمنا نعتمد علي مسئولين فقراء الخيال ومحدودي الموهبة والكفاءة.. لكنهم في النفاق والنصب والادعاء والسمع والطاعة يدخلون موسوعة جينس من أوسع أبوابها.. أو إن شئت الدقة من اسوأ أبوابها.
وأخيرا وبمناسبة مؤتمر الشباب عندي سؤال: علي أي أساس تم اختيار المشاركين في المؤتمر. وما الجهات التي اختارتهم. وهل هؤلاء يمثلون شباب مصر المطحونين فعلا. ومنهم أصحاب خبرات ومواهب وكفاءة؟ أخشي أن تكون طريقتنا في اختيار المسئولين هي نفسها طريقتنا في اختيار شباب المؤتمر!!