الأخبار
داليا جمال
الحقوه...قبل ما يفطس !
في الكنيسة.. وقبل ان يشهر القس زواج العروسين ..يتوجه لجميع الحضور قائلا:من لديه اعتراض علي هذا الزواج فليقل الآن او فليصمت إلي الأبد !!

في إشارة مفادها أن القرار الصائب كالرصاصة إما أن يعلن في وقته فيحقق هدفه أو يأتي في غير وقته فيتسبب في كارثة !!

وهو المنهج الغائب تماما عن المجموعة الاقتصادية التي تدير اقتصاد البلاد وعلي رأسها البنك المركزي.

فخلال الشهرين الماضيين خرجت تصريحات صريحة وواضحة من عدد من المسئولين علي رأسهم رئيس الوزراء ورئيس البنك المركزي تفيد بأن الدولة في طريقها لتعويم الجنيه هكذا..وبكل بساطة !! دون أن يهتموا بأن هذه التصريحات العنترية كانت شرارة نار اشعلت سعر الدولار في السوق السوداء حتي تجاوز حاجز الـ 16جنيها !!

في طفرة لم تحدث من قبل مواصلا صعوده بلا هوادة ، فتسارع الناس لشراء الدولار وتخزينه حفاظا علي البقية الباقية من مدخراتهم ، وهو ما أدي لاحتقان السوق والاضرار بالمستثمرين والصناع الذين عجزوا عن مواصلة العمل في ظل اختفاء الدولار واشتعال اسعاره !!

توقف المستوردون عن استيراد قطع الغيار والماكينات الجديدة ، وأصيب سوق السيارات بحالة من الشلل عقب ارتفاع اسعار السيارات بشكل لم يحدث له مثيل من قبل ، فتوقفت حركة الشراء وكذلك أحجمت الشركات عن بيع ما لديها من سيارات خوفا من عجزها عن شراء سيارات جديدة بأسعار أغلي مما باعت به .

باختصار...أفلت العيار ، وانطلق سعر الدولار نحو حدود لاقبل لا للبنك المركزي او الحكومة علي ملاحقتها !!

ودون أن نفهم لماذا تقف الحكومة عاجزة عن اتخاذ القرار .. تاركة الشعب يعاني من عدم توافر الأدوية لعدم توافر العملة ، وتاركة الصناعات تنهار والمصانع تغلق ابوابها لعدم وجود المواد الخام !!

ونسأل فلا نجد من يجيب .. كيف استفحلت الازمة هكذا والاحتياطي النقدي بالبنك المركزي الآن أعلي من الاحتياطي النقدي عام 2012 / 2013 !!

هل تتعمد الحكومة ترك الشعب لتجار العملة يرفعون سعر الدولار وما يتبع ذلك من غلاء فاحش .. علشان الشعب يجيب آخره ويرضي بما هو قادم ويتعايش مع ارتفاع سعر الدولار المنتظر بالبنوك !!

أم أن هناك مفاجآت لا نعرفها يتم التجهيز لها في مطبخ الحكومة دفعتها لتعمد إيصالنا الي هذا الحال حتي نخشوشن لنتحمل ما هو اصعب !!

مطلوب من الحكومة تجمد قلبها وتأخذ القرار بدون خوف .. لأن ما يحدث الآن أن بالونة السعر آخذة في النمو علي الفاضي بفعل المضاربين .. وستنفجر هذه الفقاعة في وجه المضاربين والمراهنين علي مزيد من الارتفاع . ولكن كل الحكاية أن التأخير والخوف هو ما يزيد الازمة ويرفع السعر و يكوي الناس بالغلاء الفاحش .

فإذا كانت هذه فعلا نوايا الحكومة بمجموعتها الاقتصادية التي تثق فيهم..يبقي ياريت نلحق نعوم الجنيه أحسن الصبر عليه أكتر من كده هايخليه يشرب مية كتير زيادة عن اللزوم ويغرق .. ويغرق الدنيا معاه..فالحقوه قبل ما يفطس !
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف