فهد بن عبدالله الصفيان
بعيدا عن المزايدات بين مصر والسعودية
العلاقات بين المملكة العربية السعودية وجمهورية مصر العربية أخوية وأزلية تقوم على أسس ثابتة وراسخة بغض النظر عن اختلاف الرؤى فى بعض المواقف ولعلنا نرى ذلك بين صناع القرار فى أى دولة، خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز وفخامة الرئيس عبد الفتاح السيسى حريصان على هذه العلاقة من عدة أوجه منها ادراكهما المصير المشترك، واعتماد احدهما على الآخر وثقل بلديهما فى المحيط الإقليمى والدولى فى شتى المجالات، فالدولتان صماما أمان للوطن العربى والرهان عليهما، وليس غيرهما للقضايا العربية.
فالمملكة تدرك مكانتها الإسلامية والدولية، وقد شرفها الله على خدمة الحرمين الشريفين، وضيوف الرحمن، وهذا حقها كراعية، ولا يستطيع أحد أن يشك فى واجبها نحو ذلك، وقيادتها حريصة على هذا الواجب الدينى ناهيك عن موقعها المتميز الذى يربط جميع القارات الثلاث، كل هذا يجعلها ملتزمة بحماية مصالحها من الاطماع، وتوفير الأمن والاستقرار لسيادتها على أراضيها إضافة إلى التزامها الدينى وأمنها الإقليمى بحماية مصالح الدول الخليجية والدول العربية، والكل يعرف مساهماتها الإنسانية دون تردد أو منة، نأتى لجمهورية مصر العربية الدولة الشقيقة الكبرى الحريصة على مصالحها، وعلى مصالح الأمتين العربية والإسلامية بجانب المملكة، فالاهتمامات متقاربة والاختلاف فى المواقف، وليس الخلاف لأنه لا يتعلق مباشرة بالعلاقات الثنائية، وإنما اختلاف فى وجهات النظر حيال قضايا تهم الوطن العربى كل ينظر إليها من زاوية، فالعلاقات منذ الأزل قد يمر عليها تأرجح بين وقت وآخر، واحسبها طبيعية فهذا يحصل فى البيت الواحد بين الأخوة وأبناء العمومة، ولا تصل إلى حد القطيعة التى يريدها الآخر فى أن تكون قضية سياسية واقتصادية.
لعل اختلاف وجهات النظر بين السياسيين فى البلدين ينحصر فى التدخل الأجنبى فى القضايا العربية، والذى يرفضه ميثاق جامعة الدول العربية، فالمملكة تؤكد دائما رفضها بشدة التدخل الإيرانى الذى لا يريد خيرا للأمة العربية والشواهد لدينا حاضرة بقوة فى منطقتنا العربية، ولا تخفى على أحد، فأعداء العلاقات السعودية ـ المصرية يستغلون أى اختلاف فى وجهات النظر بين البلدين، ويلعبون على عواطف بعض فئات المجتمع فى البلدين، فالمصالح والعلاقات ضاربة جذورها، فأين ستئول هذه الاختلافات فى وجهات النظر، والتى ستجد الحل فى نظرى بين مسئولى البلدين وردم هذا العتب الأخوى والاتفاق على رفض التدخل الأجنبى فى شئون المنطقة، المطلوب من وسائل الإعلام، ووسائل التواصل الاجتماعى فى البلدين الترفع عن الخوض، فيما يعكر هذه العلاقة، فلا مزايدات عليها وأحسبها فى هذا الوقت بالذات حساسة ومصيرية للأمة العربية، فمعظم البلدان العربية للاسف حل بها من الويلات بسبب التدخل الأجنبى، فهل تكون قوة وتعزيز العلاقات السعودية ـ المصرية المنقذة لمصائب الأمة العربية، ولا تسمح للآخر المساس بها، العلاقة بين المملكة ومصر أخوية وخرجت من رحم واحد، وهو الرابط الدينى والعروبى، حقيقة لابد أن يعرفها كل منصف، وهى فى المملكة تنظر من حولك تشاهد الأخ المصرى فى البيت والمكتب والمدرسة والمستشفى، وكذلك السعودى فله رحم فى مصر فأجداده وأخواله وأبناء عمومته فى جميع محافظات مصر واستثماراته فى كل مجال، كل هذا أين ستذهب، ومن المسئول عن تعكير هذه العلاقة المصيرية.
نعم للرأى الموضوعى وتناول العلاقات بأسلوب راق وحضارى يقبله الجميع، وإلا فلا مزيدات على هذه العلاقات الأخوية بين مصر والسعودية، والتى نتطلع بأن ترتقى لتكون وحدة بين البلدين فى شتى المجالات والقضايا المصيرية للأمة العربية.
> سفير خادم الحرمين الشريفين فى جمهورية نيجيريا الاتحادية