الأهرام
محمد أمين المصرى
زلة لسان وزير التموين
وكأن مصر ناقصة هموم أخري، فاجأنا وزير التموين محمد على مصيلحى بتحذير مخيف، عندما توعد المصريين :«استحملوا شويه لازم نقلل استهلاكنا ونحافظ على الاستقرار بدل ما نقعد فى معسكرات ونبقى لاجئين». ولم يكتف الوزير بهذا لينذر شعبه فى زلة لسان لا تغتفر.. فقد ذكر فى مؤتمر صحفي:«لن نسمح بتكرار سيناريو 82 يناير وجر البلاد الى الفوضى مرة أخري، فلابد للشعب أن يتكاتف وراء قيادته السياسية ولا يسمح لأحد باختطاف البلد».

الوزير الجديد نسى أو تناسى أنه وزير تموين مصر والمفروض عليه تطمين الشعب بتوافر السلع الأساسية وليس تحذيره من العيش فى معسكرات لاجئين، ودخل فى عالم السياسة بالخطأ بقوله :«معظم الأزمات التى تشهدها البلاد مؤامرات داخلية تستهدف إثارة الفتن والشائعات لضرب الوطن وسببها سلوكيات وضمائر».. وفى تصريح آخر يفتقر للكياسة، طالب المصريين بالتخلى عن أكل «المحشي» فى الوقت الراهن، ليرد عليه المغردون :«طب والمومبار» ؟

ثم نأتى لتصريح الوزير الأهم: «الرئيس عبد الفتاح السيسى لديه رؤية استراتيجية ويبذل مجهودا كبيرا لحل المشكلات التى تشهدها البلاد»..وهو هنا كأنه يرمى بالمسئولية على الرئيس، فى حين أنه ليس مطلوبا من أى رئيس أن يضع الرؤى الإستراتيجية لإدارة البلاد، وإلا فلا حاجة لنا للحكومة والوزراء والمخططين الاستراتيجيين. فنحن اكتوينا فى السابق من سياسات من يوجه ويكلف ويطلب من الحكومة وكأنه المنقذ لكل عقد البلاد. فقد أصبحت هذه العادة موضة قديمة وعفا عليها الزمن، ولا يجب على الوزراء رمى أخطائهم على رؤية الرئيس.

نعلم أن زلات لسان سابقة لوزيرى عدل تسببتا فى إقالتهما فورا ومغادرتهما المنصب الحكومى بسبب تطاول على فئة من الشعب والأخرى بسبب التدخل فى الدين، فى حين أن من يهدد الشعب ويتوعده بمعسكرات اللاجئين لم يقترب منه أحد، و كأنه من كوكب اخر ممنوع الاقتراب منه.

ومن غرائب الأمور أيضا، أن يتدخل وزيرالتعليم العالى فى ما لا يعنيه ويدعى أن الدولار والقمح والسكر هى أزمات مفتعلة لإحباط الشعب، وكان حرى به الالتفات لتطوير التعليم.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف