الأهرام
مرسى عطا الله
أكتوبر.. مبارك فى ليبيا قبل ساعة الصفر
فى الساعة الرابعة إلا عشر دقائق من بعد ظهر الجمعة الخامس من أكتوبر سنة 1973 كان خمسة من كبار ضباط القوات الجوية على الخط التليفونى الداخلى بقيادة القوات الجوية مع الفريق محمد حسنى مبارك نائب وزير الحربية وقائد القوات الجوية وقد وجه إليهم حديثه التليفونى قائلا: "أمام كل منكم فرصة ساعتين لتجهيز بيانات مطلوب إحضارها معكم إذ ستسافرون فى مهمة عمل عاجلة إلى ليبيا تستغرق أربعا وعشرين ساعة وستخطرون بموعد الإقلاع عند تحديده ".

وفى الوقت نفسه يتصل السكرتير العسكرى لمبارك بالملحق العسكرى فى طرابلس يبلغه بموعد الوصول.

وفى الساعة الخامسة مساء يبلغ قائد الطائرة السكرتير العسكرى لمبارك بتمام الاستعداد وفى الساعة الخامسة وأربعون دقيقة تصل إلى قائد الطائرة من السكرتير العسكرى إشارة بتأجيل الإقلاع مدة ساعتين.

وفى الساعة الحادية عشر وخمسون دقيقة مساء يتصل السكرتير العسكرى بالملحق العسكرى بطرابلس ليخطره بتأجيل الطلعة إلى باكر 6/10/1973.

وفى الساعة التاسعة والنصف صباح يوم السادس من أكتوبر سنة 1973 يرسل السكرتير العسكرى إلى قائد الطائرة إشارة بتحديد موعد الإقلاع ليكون الواحدة والنصف ظهر اليوم فى الوقت الذى تم فيه إخطار كبار قادة القوات الجوية بالحضور للاجتماع مع مبارك بمركز قيادته فى الساعة الثانية عشر والنصف ظهرا.

وفعلا فى حوالى هذا الوقت اجتمع مبارك بضباط أركانه والرؤساء من التخصصات المختلفة وألقى ـالتلقين النهائى للضربة الجوية الأولى التى ستنطلق بعد دقائق.

وأثناء انصراف الحاضرين اقترب أحد الضباط من مبارك وسأله: "ما موقف مأمورية ليبيا؟" فرد عليه قائلا: "وهل صدقت أيضا أننا كنا مسافرين فعلا؟ ".. ليكون ذلك مسك الختام فى مسلسل الخداع التكتيكى والاستراتيجى بعد أن بلعت إسرائيل الطعم عن طريق عميل مزدوج فى طرابلس!

وغدا نطالع صفحات جديدة
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف