سعيد السعيد السباعي
الانتخابات.. وخريف الامبراطورية الأمريكية
ان سباق الانتخابات الأمريكية القادمة المتدني المستوي بين المرشح الجمهوري دونالد ترامب والمرشحة الديمقراطية هيلاري كلينتون والذي اتبع فيه كل منهما مبدأ تقبيح وتشويه وتقليل شأن الآخر لكي يصبح جميلاً أو مهماً وما تضمنه من تهم أخلاقية وانتهاكات قانونية ولقد ظهر ذلك واضحا في المناظرة الثانية بينهما والتي كان يجب أن يعلن انها للكبار فقط حفاظا علي براءة الأطفال واحتراما لقوانين الطفولة وفي المناظرة الرئاسية الثالثة تبادل ترامب وهيلاري الاتهامات والألفاظ العنيفة ولقد حسمت المرشحة الديمقراطية المناظرة لصالحها وخلال هذه المناظرة تساءل ترامب: اليابان والمانيا وكوريا الجنوبية والسعودية دول غنية فلماذا لا تدفع للولايات المتحدة مقابل حمايتها؟ أي ان سيادته يطالب بالسطو علي أموال هذه الدول الصديقة لأمريكا.
ولأول مرة يشهد الشعب الأمريكي نفسه مضطراً من أن يختار بين خيارين كلاهما مرءوسين وغير صالح وغير مؤهل لرئاسة أمريكا مما يجعل المستقبل الأمريكي مجهولا وغامضا ومعرضا للخطر والتدهور حيث ان تصريحات الخيار الأول ترامب تثير الجدل ويعتمد فيها علي رفض ونقد سياسات أوباما دون أن يقدم بدائل محددة للإصلاح إلي جانب انه اتخذ مواقف عدائية ضد قطاعات عديدة من الشعب الأمريكي وضد الأمريكيين من أصول لاتينية وافريقية واتجاه العرب والمسلمين ودعوته لمنع دخولهم أمريكا كما انه أثار غضب النساء عليه بعد التسريب المسييء للنساء ولهذا كله يراه البعض خطرا علي الأمة الأمريكية وعلي وحدة مجتمعها التي تضم أقليات ومهاجرين في حين ان الخيار الثاني هيلاري كانت أكثر حرصا وذكاء فلم تهاجم أو تنتقد أي فئة أو قطاع في أمريكا ويري الكثيرون انها ستكون امتدادا لسياسات أوباما وسترتكب نفس أخطاءه.
ان احتمالات فوز هيلاري كبيرة لضعف منافسها ولتصريحاته العدائية ومواقفه السيئة التي قد تجعل الكثيرين من الأمريكيين يصوتون لصالح هيلاري ليس لأنها الأفضل وإنما لأنها الأقل سوءاً من ترامب ومهما كانت نتائج هذه الانتخابات فإنها أول خطوة نحو الانحدار والتدهور لأمريكا صانعة اللاجئين والأرامل والأيتام وفي ضوء هذه الانتخابات أيضاً فإن الخريف ولا أقول الربيع الأمريكي قادم لا محالة وأخيراً ليس المهم من سينجح في الانتخابات ولكنه المهم هو توحيد سياسة الدول العربية أمام أمريكا بما يعظم من المصالح العربية ويحقق دعما لجميع القضايا العربية.