بوادر إيجابية بدأنا نتلمسها مؤخراً من خلال الجهود التي يبذلها العاملون في شركة "الريف المصري" المكلفة بإدارة وجذب الاستثمارات لمشروع استصلاح المليون ونصف المليون فدان.. هذه الجهود التي يقودها المهندس عاطر حنورة وفريق عمله بعد فترة كنا نعتقد ان المشروع ربما يواجه صعاباً وعقبات قد تتسبب في وفاته إكلينيكياً مثل بعض المشروعات الأخري التي يكبلها إجراءات وبيروقراطية الجهاز الإداري في مصر.
ولكن الحقيقة كانت غير التوقعات وبعد ساعات من تدشين المشروع رسمياً في رئاسة الوزراء ظهر المهندس حنورة ليجيب عن كل التساؤلات التي كانت تدور في أذهان المصريين ما هي ريف مصر وماذا تقدم والشروط والحقيقية أيضاً فإن الرجل كان دقيقاً في كل ما طرحه من خلال إدراكه جيداً بالاستراتيجية التي جاءت من أجلها "ريف".
كان أهم ما قاله المهندس عاطر حنورة هو ان المستفيد من أرض المشروع لن يتعرض أو يتعامل مع بيروقراطية وروتين الحكومة وهو بهذا وضع أولاً أساساً صلباً لإنجاح هذا المشروع القومي الطموح وربما أراد بهذا الإعللان أن يؤكد ان مستقبل هذا المشروع لن يلاقي مصير سلفه توشكي ولم يكن من المستغرب انه منذ اطلاق استصلاح المليون ونصف المليون فدان تبادر إلي أذهان الجميع في مصر ما آل إليه مشروع توشكي والنهاية المأساوية التي انتهي إليه هذا المشروع الذي كلف موازنة الدولة مليارات الجنيهات التي أهدرت دون دراسة أو فهم.
ملحوظة مهمة أعلنا المهندس حنورة أعتقد انها تركت أثرا ايجابيا علي كل من تابعه وهو ان شركة الريف المصري ستقوم بتنظيم دورات تدريبية للشباب قبل حصوله علي أرض المشروع لضمان تعامله مع ما قد يواجهه خاصة ان أرض المشروع ذات طبيعة صحراوية.
وهذا يدل علي ان هناك فكراً وإدارة مستنيرة تمتلك رؤيتها التي تتناسب مع أهمية هذا المشروع بالنسبة لمستقبل هذا البلد.
لا شك أن انطلاق مشروع ريف مصر بهذا الشكل المشرف والمنظم أكد ان القائمين عليه تعلموا من أخطاء الماضي بل ودرسوها أيضاً وهذا ما انعكس علي حالة التفاؤل التي لازمت عملية الانطلاق.. ولكن مازال هناك الكثير ننتظره مثل إعلان خريطة مفصلة عن جميع المشروعات اللوجستية والتي تتناسب وطبيعة الأرض. أساليب التسويق التي سيعتمد عليها المزارع والتي كانت دائماً تمثل أحد أهم المصاعب التي تواجهه بعد تغلبه علي كل مشاكل الزراعة.. أيضاً مازلنا ننتظر تفاصيل التعاقد مع البنوك والشروط والضمانات التي يمكن أن تطبقها البنوك وقدرة الشباب حديثي التخرج علي تلبيتها. نحن علي يقين ان المهندس عاطر حنورة يمتلك الإجابات الشافية لكل تلك الأسئلة. فالمشروع مازال في بدايته والرجل كان صادقاً بأنه يمكن تحدث أخطاء في المرحلة الأولي وهو أمر طبيعي للغاية في مشروع بهدا القدر ولكنه تعهد أيضاً بأنه سيتم تلافي التجسساوزات في المراحل المتلاحقة للمشروع.
مشروع استصلاح المليون ونصف المليون فدان يمثل أمل هذا الشعب وهو من ضمن المشاريع العملاقة والقومية التي تم اطلاقها قبل عامين ونأمل أن نشاهد تكراراً لهذا الانطلاق الناجح في المشروعات القومية العملاقة الأخري مثل مشروع تنمية قناة السويس الذي ينتظر منه أن يتم تحويل هذه المنطقة إلي واحدة من أكبر المناطق علي مستوي العالم في جذب الاستثمارات في مختلف المجالات فضلاً عن الصناعات المغذية والخدمات اللوجستية وأيضاً مشروع المثلث الذهبي في صعيد مصر.