اسامة صقر
ابدع وانطلق .. من شرم الشيخ
الشعار الذي رفعه الرئيس عبدالفتاح السيسي في المؤتمر الأول للشباب بأرض السحر والجمال شرم الشيخ والذي حمل اسم "ابدع وانطلق" كان معبراً بمعني الكلمة ورغم وجود العديد من السلبيات التنظيمية خاصة ولأول مرة نسمع قرارات رئاسية ملزمة وتخرج للنور بعد ساعة من نهاية المؤتمر وكلها قرارات صائبة وإيجابية خرجت من شحنات ونبضات الشباب وهمومهم التي خرجت من صلب وأعماق المشاكل التي ظلت حبيسة تخشي ظهورها.. الشباب الذي حضر تفاعلا من منطلق تعاطف الأب مع مشاكل أولاده وسمح لهم بالكلام المحترم دون خشية والِ أو حاكم فكانت الجراءة المهذبة والحديث المتبادل علي سيمفونية الاحترام والأخلاق.
لقد حضرت المؤتمر بصفتي متابعا وكانت فرصة طيبة لأري وأقول وأسجل انطباعي.. ولأن الصراحة عنوان والمصداقية هدف فلقد كشف المؤتمر العديد من الاقنعة الزائفة خاصة التي حاولت أن تؤكد للشباب بأنه مؤتمر لمحاولة كسب التعاطف والرئيس إلا أن الرئيس السيسي كان رائعاً وهو يحتضن كلام الشباب وأفكارهم ويشاركهم الجلسات ويذيب مخاوف الغلابة من الشباب ويؤكد أن مصر لكل الشباب وليس لمن اختارتهم الرئاسة فقط وأنه مع كل شباب مصر لقد كانت الفوارق واضحة خاصة لمن قاموا بتوجيه الدعوة للحضور وتوجيهها للكبار وهنا كانت الأزمة لشباب القري والمدن الصغيرة أمام عتاولة الشباب من القاهرة وأبناء المناصب المرموقة.
بالطبع استمع الرئيس للغلابة وعاهدهم علي عدم التفرقة فتوج لغلابة من الشباب بأكاليل أول انتصار لهم بعد ثورة 30 يونيه والتأكيد لهم بأن عهد الوساطة والمجاملة قد ولّي ولن يعود مجدداً.
الحضور المميز لمؤتمر الشباب الأول من كبار الشخصيات كشف الكثير من الأمور الهامة خاصة الكبار الذين عاصروا تاريخ مصر السياسي علي مدار 30 عاما واصرارهم علي التواجد 30 عاما جديدة وكأنها مصر دائما محجوزة لهم.. لقد وضحت الخلافات جلية وواضحة وعندما أرادوا أن يكون لهم دوراً في المرحلة المقبلة.
علي العموم.. نجاح المؤتمر الأول كان أكيد ببرنامجه المنظم وشكله الحضاري وحواره الرائع ومشاركة الشباب خاصة أن الغالبية تؤكد بأنه مرحلة لإعادة الثقة بين الشباب والحكومة ثم الثقة بين الشباب والرئاسة.
شكراً.. سيادة الرئيس علي دعوتك الكريمة.. شكراً علي صراحتك.. شكراً علي شفافية حوارك.
أرجو أن تكون المرحلة المقبلة.. بعد مطالبة الشباب بالابداع والانطلاق أن تكون.. ابدأ.. وانطلق!!