بدأ مؤتمر الشباب في شرم الشيخ ـ وأنا لست متفائلاً.. وذلك لما أجد به من مرارة في كلمات الرئيس السيسي وما يؤلمه من سلوكيات بعض الإعلاميين الذين يدمرون ـ ربما بحسن نية ـ أي جهود للإنقاذ ويعاني من بعض الأخبار حول سعر الدولار في السوق دون أن يعلموا أنهم بذلك يلهبون سعر الدولار.. وتابعت الرئيس وهو يشارك في ورش العمل الأساسية.. وكيف شهدت استياءه ـ دون أن يعلنه ـ من أسلوب الحوار بالذات في ورش العمل الخاصة بدور الإعلام. وربما كان ذلك من أهم أسباب لجوء الرئيس إلي الشباب.. ليكونوا سنده في انقاذ الوطن.
ولكنني في ختام المؤتمر سعدت أيما سعادة من استقبال الرئيس لتوصيات الشباب وكيف حولها ـ وقبل أن ينتهي المؤتمر ـ إلي قرارات وهنا نجد الإصرار علي النجاح. وربما لأن الرئيس بحكم مواقع عمله حتي قبل أن يصبح رئيسا للبلاد يعلم حجم المخاطر التي تحيط بالبلاد.. ويعرف مصير كل الشعوب التي تعاني الآن من غياب الحس الوطني والقومي ومن التشدد في الرؤي الذي يؤدي إلي تمزق الشعب.
<< وفي ورشة عمل عن الهوية المصرية عبر الرئيس عن اهتمامه بالأخلاق وعن ضرورة العودة إلي الأصيل منها، وهو ما تعلمناه: إنما الأمم الأخلاق، فما الذي يدفع الرئيس إلي المشاركة في هذه الورشة.. وهي كما يراها البعض، بعيدة عن أساسيات واهتمامات الحاكم.. الا أنني وجدت العكس عند الرئيس السيسي.. أقصد رغبته الجادة فى العودة للأصول المصرية، التي كانت أفضل ما عند المصريين.. ولم ينس توقير صغار السن للكبار.. لأن ذلك كان من أساسيات المجتمع المصري وما أحوجنا الآن إلي استعادة هذه الأصول ونبذ العنف ولو بالكلمات.
<< ورغم إيمان الرئيس بحرية تبادل الآراء.. إلا أنني لمست مدي الألم الذي أصاب بعض أساسيات الشعب.. من التنابذ. والاقتتال.. ودون أن يصرح كان الرئيس يقصد ما تعرضه بعض البرامج الحوارية.. وأسلوب المتحاورين.. الذي يسن كل طرف سكاكينه وألسنته ليطعن من يحاور ورأيت مدي تجاوب المشاركين في ورش العمل، ومدي رفضهم لأسلوب عمل الكثير من القنوات والبرامج.. وهنا لا يجب أن نطلب من المشاهد أن «يقلب القناة» كما عبر أحد كبار المتحاورين. وأري أن ذلك ليس وإن كان ضد حرية الرأي.. إلا أنه لابد من تدخل الدولة.. لأن من مهامها الأساسية «حماية المجتمع» حتي من الكلمات والمشاهد.
<< ونعترف هنا أن عنف الحوارات في التليفزيون ساهم في دخولنا عصر الحوار بالأسلحة.. وتابعوا ما يجري في الشوارع والمقاهي.. أي أن العنف الكلامي علي الشاشات.. انقلب إلي عنف حقيقي عند المصريين وهنا عبر الرئيس عن أمله في أن نغير من ذلك.. وأن نعود للكلمة الحسنة.. والموعظة الحسنة.. وأشار هنا إلي قضية خطبة الجمعة وماذا يحلم أن تصبح عليه.. بهدف تغيير سلوك المصريين إلي ما كنا عليه من زمان مع تطوير لغة الخطاب الديني، بحكم أننا شعب متدين في الأساس.
<< وأري أن عودة المصريين إلي أخلاقهم القديمة هي من أهم ما يسعي اليه الرئيس.. فلا أحد يرضي بما يسمع ويري.. بل الكل يراها وسيلة لتدمير الشعب.. ولذلك كانت من قرارات الرئيس استعجال إصدار القوانين المنظمة للعمل الاعلامي، علي قواعد تبني.. ولا تدمر.. وهذا الاتجاه وغيره مما أعلن في مؤتمر الشباب هو بداية طيبة لطريق طيب لإعادة بناء الوطن علي الأخلاق الطيبة.. وأن هذه المبادئ هي التي تدفع إلي العمل..وإلي البناء.. لنصبح وقد عادت مصر.. إلي تلك الدولة العظيمة، التي كانت!!