المساء
مختار عبد العال
أمي بتدعيلك!!
لا شك أن فكرة عقد مؤتمر الشباب بشرم الشيخ فكرة جيدة وخطوة علي الطريق بشرط أن تتم ترجمة التوصيات إلي تشريعات وان يتم فعلا تمكين الشباب وتأهيلهم للقيادة وحل مشاكلهم مع توسيع دائرة المشاركة في المستقبل حتي تضم جميع شباب الوطن علاوة علي دقة الاختيار والانتقاء للعناصر المشاركة والمتحدثة علي السواء.. ولعل هذا المؤتمر كان فرصة للتقارب بين الدولة والشباب ينبغي ان نبني عليها.
وإذا كنا نتحدث عن بداية جديدة وثقافة جديدة نريد أن نرسخها في عقول شبابنا وفتياتنا فعلينا التوقف عن ممارسة اساليب قديمة تنسف كل ما نحاول ان نزرعه في عقول ابنائنا ومن هذه الاساليب والممارسات ما قاله النائب مصطفي الجندي رئيس لجنة الشئون الافريقية بمجلس النواب أثناء جلسة الحريات العامة والمشاركة السياسية عندما قال مخاطبا الرئيس عبدالفتاح السيسي أمي طول عمرها بتدعيلي أنا واخواتي بس ولما لقيتها بتدعيلك دي حاجة كبيرة أوي.. احنا وراك ياريس في ظهرك.. واقسم بالله اللي يقرب منك نأكله" ما هذا يا سيادة النائب وما دخل أمك بجلسة الحريات العامة والمشاركة السياسية إلا إذا كان هذا الدعاء من باب حريتها في أن تدعو ثم ما هو الفارق بينك يا سيادة النائب وبين ذلك الاخواني الذي قال "اللي يرش مرسي بالميه نرشه بالنار" اتمني أن تتوقف تلك النغمة وتلك العادة السيئة التي تسيء أكثر مما تفيد.. هل شاهدت التعليقات علي الفيس يا سيادة النائب وهل كان لهذه الكلمات اثر ايجابي علي الشباب أم أعادت إلي الأذهان ثقافة النفاق التي عانينا منها طوال السنوات الماضية ولا نريد ترسيخها في عقول شبابنا من جديد.
سيادة النائب ان ما قلته يذكرني بما شاهدته في مسرحية المتزوجون الشهيرة عندما سأل جورج سيدهم زوجته ابنة الجزار والمنطقة الشعبية ماذا تعرفين عن سياسة الوفاق فقالت له يا بخت من وفق راسين في الحلال فرد عليها دي سياسة أمك!!
والشيء بالشيء يذكر فعندما تحدثت سعاد المصري النائبة عن محافظة بورسعيد قالت مخاطبة الرئيس ايضا "أنا مش مصدقة اني بكلم حضرتك.. كان كل أملي وطموحي اسلم عليك" ما هذا ومن هؤلاء النواب الذين من المفترض ان يمثلوا الأمن وان يحاسبوا السلطة التنفيذية وان يراقبوها؟!
دعوني أتوقف ايضا امام الصور التي نشرتها كل الصحف وروجت لها الفضائيات إلا وهي صورة رئيس الوزراء المهندس شريف إسماعيل وهو يخضع للتفتيش وقبلها صورة اللواء مجدي عبدالغفار وزير الداخلية وهو يخضع ايضا للتفتيش في المطار.. ما هذا ياحضرات وما هو الهدف والرسالة من وراء نشر هذه الصور.. هل توجد دولة في العالم تخضع رؤساء حكوماتها للتفتيش في المطارات والمؤتمرات التي تنظمها.. وبالمنطق هل يمكن أن يحمل رئيس الوزراء أو وزير الداخلية حزاما ناسفا أو قنبلة او مسدساً لكي يفجر الطائرة أو يخطفها الي قبرص مثلا.
أرجوكم لا تستخفوا بعقول الشعب المصري ولا تصدروا رسالة سلبية للعالم بأننا لا نثق في رؤساء حكوماتنا أو وزراء الداخلية وعليكم بدلا من مثل هذه الحركات والصور ان تشغلوا بالكم بأن تمنعوا عمليات هروب المساجين ومنهم دواعش من سجن المستقبل.
هذه نماذج سلبية كنت أتمني عدم تصديرها للشباب وللشعب وأتمني ان تختفي من حياتنا إذا كنا فعلا نريد بداية جديدة.
حمي الله مصر وحفظها من كل سوء.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف