المساء
على فاروق
دولة "الكارتة"
مازالت "البلطجة" هي سيدة الموقف في العديد من شوارعنا خاصة في ظل انشغال أجهزة الأمن بمحاربة الإرهاب.. وأصبح عدد البلطجية يتزايد عاما بعد عام. وتشير بعض الاحصائيات ان العدد يتراوح ما بين 500 ألف إلي 700 ألف بلطجي!
ومن أشهر هؤلاء البلطجية والفتوات ما يطلق عليهم لقب "الكارتجية" وهم ينتشرون في المواقف العشوائية لسيارات السيرفيس في جميع المحافظات!
ويشاهد الركاب يوميا هذا المشهد الدرامتيكي.. حيث يظهر شخص تبدو عليه ملامح الإجرام ويرتدي "شبشب" متهالك وفي يده سيجارة ويشير للسائق بالتوقف ويمد يديه في وجهه مطالبا بالمعلوم.. ولا يملك السائق سوي أن يستجيب له حفاظا علي حياته وسيارته!
في ميدان رمسيس - وهو من أكبر ميادين مصر - يظهر "الكارتجية" في "عز الضهر" - ووسط انتشار ضباط وأمناء الشرطة - ويمارسون فرض الأتاوات علي السائقين بشكل علني فاضح.. بل انهم رفعوا أسعار الكارتة - بسبب ارتفاع سعر الدولار - وأصبحت الاتاوة تتراوح ما بين 150 إلي 170 جنيها من كل ميكروباص - يعمل علي خط القاهرة - الاسكندرية عن الرحلة الواحدة بينما تتراوح ما بين 70 إلي 90 جنيها للميكروباصات التي تعمل علي خطوط الاسماعيلية وبورسعيد والمحافظات الأخري.
وتعالوا نحسب حجم الأموال التي يتم تحصيلها يوميا من السيارات التي تعمل علي هذا الموقف وعددها بالمئات.. لنجد ان هؤلاء "الكارتجية" يقومون بتحصيل عشرات الآلاف من الجنيهات يوميا.. تحت سمع وبصر ومباركة أجهزة المحليات ورجال الشرطة!
وما يحدث في ميدان رمسيس.. يتكرر في باقي المواقف العشوائية الموجودة في كل المحافظات!! وقد انتشرت الظاهرة خلال الفترة الأخيرة بعد أن تزايد عدد محصلي الكارتة علي الخط الواحد.. وبالطبع فإن السائق الذي يدفع "المعلوم" عنوة.. فإنه يعود ويسترد ما دفعه من الركاب اضعافا مضاعفة.. بينما أجهزة الأمن لا تتحرك للقبض علي هؤلاء البلطجية بدعوي انها مشغولة في مكافحة الإرهاب!
والسؤال: أليس هذا إرهابا يمارس في "عز الضهر"!!
التخشيبة
توجهت هذا الأسبوع إلي قسم عين شمس لزيارة أحد الأصدقاء الذي كان محتجزا داخل القسم بتهمة الاشتراك في مشاجرة وهناك شاهدت العجب العجاب!
الحجز عبارة عن صالة لا تزيد مساحتها عن 24 مترا ومحتجز بداخلها أكثر من 50 مواطنا في ظروف مأساوية وغير أدمية كما انه ملحق بداخلها دورة مياه بدون باب!!
اعتقد ان ما يحدث داخل "حجز" عين شمس موجود في غالبية أقسام الشرطة وهو أمر موجود منذ سنوات طويلة جدا.
أما آن الأوان أن تتحرك وزارة الداخلية لإنهاء هذا "العار" الموجود داخل أقسام الشرطة!! صحيح انها قامت منذ عدة سنوات بتطوير بعض أماكن الحجز ووضعت في عدد محدود منها أجهزة تكييف وهو إجراء طيب ولكنه لا يكفي!
مطلوب من الوزير النشط اللواء مجدي عبد الغفار الذي يعمل علي مدي الـ 24 ساعة يوميا لتحقيق الأمن والاستقرار في مصر أن يصدر تعليماته لمساعديه بالعمل فورا علي تطوير أماكن الحجز بالأقسام.. احتراما لأدمية الإنسان المصري! وحتي لا يزيد عدد البلطجية أكثر وأكثر.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف