المساء
عصام سليمان
الإنتاج.. والجزر المنعزلة!!
* أنا مش خايف علي نفسي.. أنا خايف علي مصر.
* أطالب المصريين بأن نكون أمة ذات شأن.. تصبر وتتحمل حتي تفشل محاولات تركيعها.
* حجم التحدي كبير.. والحكومة وحدها لن تتغلب عليه.. والشعب هو من يحدد المصير.
* أشقاء مصر وقفوا بجانبها كثيراً.. ولا يمكن أن نحرج أنفسنا معهم.
* أدعو المصريين للعمل.. ودحر الشائعات.
هذه نماذج من كلمات تحدث بها الرئيس عبدالفتاح السيسي بكل تلقائية خلال مداخلاته في جلسات المؤتمر الوطني الأول للشباب علي مدي ثلاثة أيام.. وهي تؤكد بجلاء وحق أن حل مشاكلنا بأيدينا نحن ومن خلال العمل وزيادة الإنتاج كماً ونوعاً للخروج من عنق الزجاجة والوضع الاقتصادي الصعب وتراكم أزماتنا سنوات وسنوات دون حلول جذرية علي أرض الواقع اعتماداً علي أسلوب المسكنات الذي تعودنا عليه وإذا استمر في الفترة الحالية فسوف يؤدي إلي الضياع.. فهل نريد ذلك؟!
ألمانيا التي خرجت من الحرب العالمية الثانية مدمرة لجأت إلي العمل والتحمل.. وبريطانيا رفعت شعار التصدير أو الموت.. واليابان بعد ضربها بالقنابل الذرية اتجهت بكل قوتها للبناء والتعمير.. ومصر بعد نكسة 67 وما تلاها تحملت وصبرت وتكاتفت واستعدت لمعركة تحرير الأرض فكان النصر العظيم الذي مازال يُدرَّس في معاهد الاستراتيجية العسكرية العالمية منذ 1973 وحتي اليوم.
هكذا تصنع الأمم مجدها.. لا تصنعه بالتواكل أو السلبية ولا بالانقسام والتشرذم أو بالاعتماد علي الغير.
البناء يحتاج إلي سواعد وإلي فكر وعمل من الحكومة والشعب معاً ولا نكرر ما قاله اليهود لموسي: "اذهب أنت وربُك فقاتلا.. إنَّا ها هنا قاعدون".
الحكومة عليها أن تضع الخطط والبرامج قصيرة ومتوسطة الأجل للانطلاق.. والشعب واجبه أن يؤمن بالتفاعل والتناغم وتأجيل المطالب الفئوية وعدم الالتفات للشائعات التي تشوه كل فعل وكل اتجاه للتنمية أو التشكيك في الأعمال والقرارات التي تتم.
وهنا أتصور أن يكون لدينا رؤية متكاملة وواضحة لسد الفجوة الغذائية والتي تستنزف جانباً كبيراً من العملة الأجنبية لتلبية الاستيراد وذلك بالنسبة لمشروع الـ 1.5 مليون فدان ومشروع الـ 100 ألف صوبة زراعية.. لأنه ليس معقولاً أن يتزايد استيرادنا من الفول والعدس والقمح... إلخ عاماً بعد عام ونحن دولة زراعية!!
أيضاً لابد أن نعمل علي زيادة حجم المنتج المحلي المستخدم في الصناعة للحد من الاستيراد في هذا المجال.. ويتزامن مع ذلك إعادة تشغيل المصانع المتوقفة وتحديث الآلات لتواكب المتغيرات بمعني أن مصانع الغزل والنسيج تعتمد اليوم علي القطن قصير التيلة.. لكننا مازلنا نزرع "طويل التيلة"!!
مصانع الزيوت عندنا تعتمد علي الاستيراد من الخارج وإعادة التنقية دون أن يكون لديها عصارات.. ودون أن يكون لدينا برامج لتوفير إنتاج فول الصويا المستخدم في صناعة الزيوت واللحوم المصنعة وعلف الحيوان!!
هذه مجرد نماذج وهناك الكثير غيرها إن أردنا بحق زيادة المعروض المحلي ليواكب الطلب وتشجيع المنتج المحلي.. والحد من الاستيراد لسلع ومنتجات أساسية لا غني عنها وبالتالي توفير العملة الأجنبية التي نعاني من ندرتها!!
هذا مجرد جانب عملي يجب الدخول إليه فوراً بجانب ترشيد استيراد السلع الاستفزازية والكمالية.
وهنا واجب الحكومة بحق أن تعمل كوحدة واحدة وليس كجزر منعزلة.. الري مع الزراعة والصناعة والتجارة والمالية.. وهكذا لتحقيق التكامل في الرؤي.. لضمان دفع الناس إلي العمل مع مكافحة الروتين والبيروقراطية والفساد وقوي الشر التي تتربص بنا.. ولا تريد لنا ولمصرنا الخير.. فهل نفعل ونتجه إلي العمل والإنتاج بكل قوة وإصرار حكومة وشعباً.. وقبل فوات الأوان؟!
بصراحة.. أتمني
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف