اعتراض قوات الدفاع الجوي السعودية صاروخاً باليستياً أطلقته ميليشيات الحوثيين المدعومة من إيران من محافظة صعدة اليمنية باتجاه مكة المكرمة ـ بحسب البيان السعودي. ووصول قوات دعم قوامها مائتا إرهابي داعشي إلي مدينة الموصل العراقية قادمين من الأراضي السورية بموافقة تركيا لمساعدة إخوانهم الإرهابيين من هجمات القوات العراقية لتحرير الموصل. وإقدام منطقة الشرق الأوسط علي حرب باردة جديدة بين التنظيمات المسلحة تشارك فيها بالدعم الخفي أو المعلن قوي كبري بما يعني أن المستقبل القريب قد يشهد تطورات عسكرية مفاجئة. وفشل المحليات في مواجهة أزمة السيول.. كل هذه قضايا يمكن التوقف عندها بالرأي والتحليل. ولكن هناك قضية كانت مثار حديث المصريين جميعهم خلال الأيام الماضية تستحق التعليق عليها وهي انعقاد المؤتمر الوطني الأول للشباب بشرم الشيخ بحضور الرئيس السيسي.
مشاركة الرئيس في معظم فعاليات المؤتمر أعطاه زخماً وأهمية بعكس المؤتمرات السابقة التي كانت تكتفي بعقد عدة جلسات للشباب ثم صدور توصيات يتم رفعها. قد تكون صالحة للتطبيق أو غير صالحة.
هذا المؤتمر حظي بمتابعة جميع وسائل الإعلام والتواصل الاجتماعي واهتمام معظم المصريين الذين لمسوا بعد اليوم الأول من أعمال المؤتمر أن شيئاً جديداً يحدث علي أرض الواقع بشرم الشيخ يسترعي الانتباه.
الرئيس يشارك بنفسه في جلسات الحوار كمستمع ومحاور وليس لمجرد إلقاء كلمة. وهذا في حد ذاته حمل رسالة للجميع بأن الرئيس مهتم شخصياً بنجاح هذا المؤتمر. وإلا لما تفرغ له ثلاثة أيام متتالية يتابع ويناقش ويشارك في الحوارات ويبدي الملاحظات وفي النهاية يصدر القرارات الفاعلة التي تضمن أن التوصيات الصادرة عن المؤتمر ستجد طريقها للتنفيذ.
هذا المؤتمر أعاد شباب مصر إلي صدارة المشهد. وفتح الباب أمامهم للحديث بمنتهي الجرأة دون خوف فخرج المؤتمر أشبه بجلسة عائلية بين الأب وأبنائه. يتصارحون ويختلفون ولكن بكل الحب والاحترام والتقدير وكانت كلمة الرئيس في الجلسة الختامية مسك الختام عندما قال إن الأب الحقيقي هو من يحب أبناءه جميعهم ولا يفرق بينهم في مقدار الحب. فكانت هذه العبارة رداً علي ما جاء علي ألسنة مجموعة من شباب مصر العاملين باليومية والذين كما نقول عنهم " الأرزقية" الذين لم يشاركوا في مؤتمر شرم الشيخ والذين كانت لهم مطالب ورؤي قد تختلف عن الشباب المشارك في مؤتمر شرم الشيخ وهو التحقيق الذي أجرته جريدة المساء وتم نشره في اليوم الختامي للمؤتمر.
كلمات الرئيس بعثت الطمأنينة في أنفس الجميع سواء الشباب المتواجد في شرم الشيخ. أو ذلك المتواجد علي الأرصفة لبيع المناديل أو العصائر أو الترمس أو حتي العاملين في مجال التشييد والبناء. فشعر الجميع بأنه آن الأوان لتتحقق مطالب الشباب وأن نستمع لآرائهم ونطبق الصالح منها. بل وصل الأمر أن تمني الرئيس في كلمته المؤثرة أن يقف مكانه في يوم من الأيام أحد الشباب ليحكم مصر.
ماذا بعد ذلك يا شباب؟ هذا وقتكم.. قدموا أفكاركم. لا يوقفكم خوف من أي مسئول ما دام حديثكم في إطار الأدب وبلا تجاوز أو خروج عن الأخلاقيات وهدفه المصلحة العامة. ثقوا بأن القادم لكم. وأن مصر لن ترتقي إلا بكم. وأن المستقبل لن يصنعه غيركم. وأن ما يتم تنفيذه من مشروعات قومية الآن سوف تحصدون خيراته أنتم وأبناؤكم. ووقتها لا تنسوا الدعاء لكل من ساهم في تشييد مبني أو تمهيد طريق أو قتل إرهابي أو الاستشهاد في سبيل وصول هذا الخير إليكم. ولا تنسوا مصر التي بعث الله لها من أبنائها رجال حافظوا عليها من السقوط رغم كثرة السهام الموجهة إليها من كل اتجاه. وتأكدوا أنها محفوظة بإذن الله وبعزيمتكم وإصراركم علي حمايتها من الغادرين والخونة وما أكثرهم هذه الأيام.