الأهرام
أشرف محمود
من مصر إلى المغرب .. كلنا فى الهم عرب !
علي مدي ثلاثة ايام قضيتها في المملكة المغربية ، كان السؤال الذي يطرح علي من الاحباب في الرباط والدار البيضاء والمحمدية وهي المدن الثلاث التي زرتها ، كيف حال مصر ؟ ثم يعقبون بسؤالين متتاليين وماذا عن ازمة السكر والدعوات لتظاهرات 11-11، ولانهم احباب يعشقون مصر وينظرون اليها ذات النظرة التي ينظرونها لبلدهم الشقيق المغرب ، رحت اطمئنهم بأن مصر بفضل الله بخير ، حتي وان كانت هناك بعض العقبات التي تعترض طريقها وتحول دون المضي قدما الي حيث تريد وحيث قدر لها ان تكون في طليعة الدول منذ فجر التاريخ والي قيام الساعة باذن الله.

وقلت لأحبتي ان مصر ومنذ ثورتها المجيدة في 30 يونيو 2013 وهي تواجه حربا ضروسا مع الارهاب بشتي انواعه ، وتدور رحي المعركة معه ليس في سيناء فقط وانما في كل مكان ، لانه متنوع ومتشعب ، وليس علي المستوي العسكري وانما الفكري والاعلامي والاجتماعي ايضا، ومن هنا فكل يوم هناك صراع مع الارهاب علي احدي هذه الجبهات.

ومن هنا تأتي مشكلات المواد التموينية كالسكر ومن قبله القمح والارز ، لكنها تأخذ وقتها وتمر بعد ان تتدخل الدولة بضخ كميات من السلع الغائبة ، وخلال فترة الازمة تلعب الألة الاعلامية للارهابيين دورها في تضخيم الازمات وبث الاحباط في نفوس البسطاء املا في ضمهم الي معسكرهم ووصولا الي إحداث فوضي في الموعد الذي حددوه 11-11 ، وهو لن يكون اكثر مما سبق تحديده من مواعيد لتظاهرات، مرت كأفضل ايام القاهرة بعد ان فشلوا في الحشد لان الشعب في معظمه استوعب الدرس وادرك ان الجماعة المحظورة تسعي لأهداف خاصة بها علي حساب الوطن.

فلم يعد يعيرها اهتماما ، لكنها في النهاية تحدث بلبلة يضطر معها النظام إلي التعامل بالجدية الكاملة لمواجهة كل من تسول له نفسه الخروج علي القانون والسلم العام والأمن المجتمعي ، وكان هؤلاء النافثين لسموم الفتنة يكفيهم ان يبقوا حديث الناس في الداخل والخارج لعدة ايام قبل الحدث الذي يدعون له، وفي هذا احياء لمشروعهم التآمري وتعكير للصفو المجتعي ، وهو مايهمهم ، ومايسعون إليه مادام القانون عاجزا حتي اللحظة عن عقابهم ، فمن امن العقاب اساء الادب ، والاساءة هنا ليست لفظية وانما ارهابية تودي بحياة ابرياء ، ومن أسف أن الجناة المعروفين والمعترفين بل والمفاخرين بارتكابهم التهم ، يتمتعون بمحاكات مدنية وليست عسكرية رغم انهم قتلوا جنودا وضباطا ، اللذين اعيدت محاكمتهم رغم إقرارهم بتهمته ، لكنها الاجراءات القضائية التي وجب احترامها حتي وان اختلفنا معهم لانها لم تحقق للمجتمع القصاص حتي الآن رغم مرور سنوات علي الجرائم التي يحاكم عليها هؤلاء ، وفي التأخير هذا ما يمنح اتباعهم الفرصة لمحاولة اعادة الانتشار وبث السموم بين الناس.

وبينما نحن نتحاور تلقينا بيانين اولهما استشهاد العميد عادل رجائي امام منزله اثر عملية اغتيال بدم بارد نفذها ارهابيون ، والثاني طعن نيابة النقض علي الحكم الصادر ضد مرسي وجماعته بالتخابر مع حماس ، فأكدت لهما ان الخبرين يترجمان كل ماتحدثنا عنه قبل معرفتهما ، وعدت لأوجه لهما السؤال وماذا عن الاحوال في المغرب؟ وكنت قد طالعت عناوين لصحف الاتحاد الاشتراكي والصباح تتحدث عن تظاهرات للمعلمين وكذلك احتجاجات علي ارتفاع اسعار السلع والمحروقات ، غير ان ماهمني في امر التظاهرات انها بتصريح من الامن ، مايعني ان قانون التظاهر المصري الذي يشترط الحصول علي تصريح امني يحدد موعد ومكان التظاهرة ليس مخالفا لما جري عليه العرف في كل قوانين التظاهر العالمية وليس فيه ما يكمم الافواه كما يدعي عشاق اثارة الفوضي ، وعرفت من الاصدقاء ان الحكومة عجزت عن ضبط اسعار العديد من السلع والمحروقات وهذا ما اشتكي منه بسطاء الشعب، ووجدتني اقول لهم يبدو اننا في الهم عرب، خصوصا بعدما عرفت من بعضهم ممن ينتمون للصحافة الرياضية ان هناك مشكلة تعانيها اندية القمة في المغرب مثل الرجاء والوداد المنتميين لمدينة الدار البيضاء اهم مدن المغرب وعاصمتها الاقتصادية ، اذ يرفض الامن اقامة مباريات الفريقين في البطولة المغربية علي ملعب محمد الخامس بالدار البيضاء ويصر علي ان يلعبا بعيدا عن المدينة تجنبا للصدام مع الجمهور والذي سبق وسقط ضحايا بسبب الشغب الذي تكرر مرات عدة في مباريات الفريقين ، وهو ما ادي لاقامة مباريات الفريقين في اغادير علي بعد 500 كم من الدار البيضاء .
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف