الأهرام
سكينة فؤاد
الشباب.. وما حققوه فى ثلاثة أيام
فعلها الشباب وضخوا الحياة في إجراءات وقرارات كادت تتجمد وتخلق مشكلات وأزمات ومناطق ساخنة وأسبابا للغضب!. فعلوها وحركوا في ثلاثة أيام فقط المنتظر من شهور وسنوات.. إنه فارق الزمن والقدرة وطاقة الشباب السحرية التي تتفجر عندما يوجد إيمان حقيقي بهم وإلزام لمؤسسات الدولة بالإنصات والاحترام والاستجابة لهم.. فعلتها مصداقية الرئيس في عظيم تقديره وإيمانه بالشباب وفي ثلاثة أيام قطع مشوارا مهما في ردم الهوه التي صُنعت مع الشباب.. وفعلها الشباب وأكدوا مايمثلونه من قوة لحاضر ومستقبل بلادهم وأنهم أرصدة الأمل والثقة.

فارق التوقيت والزمن جعل الشباب في ثلاثة أيام يحركون ركودا وانتظارا طال لقضايا بالغة الأهمية مثل الإفراج عن الشباب الذي لم تصدر ضده أحكام قضائية أو أدين في عنف أو إرهاب وتعديل قانون التظاهر وتعجيل بتصويب الخطاب الديني وإعداد للتشريعات المنظمة للإعلام وإجراء حوار وطني شامل يقوم به خبراء ومتخصصون لتطوير وتحديث العملية التعليمية.. أليست هذه إدانات لكل من أرجأ وعطل وتلكأ في اتخاذ الواجب اتخاذه في قضايا بمثل هذه الخطورة والأهمية والضرورة؟!!

لا أريد أن أعيد ماذكرته وأكدته في برامج عديدة إذاعية وتليفزيونية عن أهمية المؤتمر وما تحقق فيه وأرجو أن تستطيع مؤسسات الدولة في تفعيلها لقرارات المؤتمر أن تجعله ميلادا جديدا لايفلت كالمعتاد من أيدينا وبداية لجمع شمل القوي الوطنية الشابة التي لم ترتكب جرائم غدر وإيذاء واتجار بدماء أبناء الوطن ومواصلة برامج التأهيل والتمكين الموسعة للوصول والاستيعاب لأعداد مضاعفة من الذين كشف عنهم وقدمهم المؤتمر الذي جاءت رسائله المهمة في توقيت تتصاعد فيه دعوات شيطانية لحلقة جديدة من حلقات تخريب مصر وتقويض البناء الذي يرفع فيها الآن ـ جاء المؤتمر ليبعث برسالة بالغة الأهمية أن وطنا فيه مثل هذا الشباب ـ داخل المؤتمر وفي أنحاء مصر لن يهزم أبدا بمشيئة الله ـ وليكشف عن حجم الجهود الجادة والمكثفة لتوفير أحدث أنظمة التدريب والتأهيل لتعظيم قدرات الشباب علي القيادة والإدارة والاضطلاع بالمهمات الجسام والتحديات الخطيرة التي تواجهها بلادهم. حجم النجاح للنماذج المتميزة وأعداد الشباب التي قدمها المؤتمر هو مايجعلني ألح أن تتسع المشاركات لتصل الي جموع شبابنا في جميع أنحاء مصر خاصة أطرافها البعيدة ونجوعها وقراها الصغيرة ـ هناك حيث مكمن الخطر والاختراقات المضللة لعقول وارواح الشباب ـ استيعاب لايفرق أو يميز اجتماعيا واقتصاديا وثقافيا.

أسعدني ظهور رموز من شباب يناير وأرجو أن يكون من مبادرات المؤتمر توحيد صفوف شباب 25 يناير و 30/6 ومحاولات شق صفهم وانصهارهم في شراكة العمل والمسئولية عن بلادهم.. لفتني ان كثيرا من القضايا التي أثيرت في المؤتمر مثل دعوة د. أسامة حرب لبحث قضية الشباب.

الذي لم تصدر عليه أحكام قضائية أو يدان في إرهاب أو عنف وما أثاره محمد عبدالعزيز لتعديل قانون التظاهر. وما أثير حول ما وصلت إليها أحوال التعليم وقانون الصحافة الموحد وكلها وغيرها قضايا بالغة الأهمية أثيرت مئات المرات ولم تتوقف عشرات الأقلام عن لفت الأنظار إليها وطرح عشرات الآراء حولها ـ ولم تتحرك بالقدر والسرعة والاهتمام ودعوة الرئيس إلي تكوين لجان وطنية لفحصها والانتهاء منها خلال 15 يوما وبما يؤكد قيمة الحوارات الحية والمباشرة والاتصال والتواصل في التعجيل بالدراسات والمعالجات التي تمنع الاحتقان والغضب الشبابي والشعبي.

> لا أعرف إن كانت مؤسسات الدولة ستلتزم وتحترم وتفعل توصيات المؤتمر والدعوات المهمة التي أطلقت فيه مثل أن تتسع آفاق الحوار للرأي والرأي الآخر وأن يمتد ويمد البرنامج الرئاسي يده واهتمامه لكل من يريد الانضمام إليه من الشباب لتأكيد إعلان الرئيس «نحن لا نهتم بمجموعة من الشباب دون الآخرين»، والاستماع إليهم دون تحفظات أو محددات معنية وتواصل حالة الحوار الصريح والحر بين الشباب وجميع المؤسسات.

> كيف؟! وما هي آليات التنفيذ التي يجب أن تعلن في إطار الشفافية والمصارحات التي كانت أساسا لحوار الرئيس مع الشباب ـ إذا كانت محاكاة الدولة كانت من أهم جلسات المؤتمر ـ فمحاكاة مؤتمر الشباب ستكون أهم الممارسات المطلوبة من الحكومة والمحافظين في علاقتهم بالجماهير والشباب علي وجه التحديد!!

> كارثة أنه بعد النجاح الذي تحقق في المؤتمر يعود المواطنون شبابا وشيوخا ليجدوا الطرق مسدودة كما اعتادوا للسادة المسئولين.. وأن يعود المسئولون إلي مقاعد الرأي الواحد والآذان والمكاتب المغلقة بعد أن جعلهم المؤتمر يجلسون في مقاعد المستمعين للشباب وإلي قراءات متجددة في إدارة القواعد وحلول مشكلاته من خلال الاستفادة بما لدي الشباب من ابداعات ورؤي قادرة أن تقدم حلولا متجددة ومبتكرة لمشكلاتنا.

> أعترف أنني افتقدت الاستماع إلي أصوات شباب الفلاحين والعمال ـ أتكلم عن نماذج حقيقية من أرصدة مصر الذهبية التي بددناها والذين يعانون ظروفا بالغة الصعوبة ـ ويرون من الواقع جوانب مخبأة ومبعدة كن يجب أن يقدموا بأنفسهم صور معاناتهم مع أجهزة مسئولة وإدارات فاشلة حولتهم من أعمدة قوة لبلادهم إلي هوامش الحياة يعانون العوز والمرض بينما يرون بعيونهم أخصب الأراضي الزراعية تنهب وتدمر وتتحول إلي أراضي بناء وآلاف المصانع تغلق وتدمر بجرائم وسياسات الخصخصة التي ارتكبت من عشرات السنين ـ بينما بعض من أداروا هذه السياسات جلسوا في مقدمة صفوف المؤتمر!!

> في المراجعات التي دعا الرئيس إلى أن تتم أولا بأول لإنجازات المؤتمر ـ ومتابعات الرئيس بنفسه وإصرار الشباب علي ألا تفلت من بين أيديهم هذه المقدمات التي تبشر بواقع مختلف وجديد تمثل مشاركاتهم نقطة ارتكاز أساسية لنجاحه ما يقدم بعض الاطمئنان ألا تواصل بعض الأجيال الكبيرة الاستئثار والانفراد والإصرار علي إقصاء أجيال الشباب وأن تدرك أن الأمم الناجحة استندت إلي تفاعل وتكامل واحترام للكفاءات والقدرات من جميع الأجيال.. وأن ضخ طاقات ومواهب وإبداعات ورؤي أجيال جديدة أحسن إعدادها وتأهيلها وتوفير أحدث الخبرات لها من أهم أسرار قوة وتطوير وتحديث أي مجتمع إنساني.

>>>

> الكوارث الطبيعية تحدث في كل الدنيا... السؤال المهم.. محافظاتنا التي تعرضت للسيول وذهب ضحيتها عشرات الموتي والمصابين هل اتخذت الاحتياطات الواجبة أم حدثت لها مفاجأة السيول بتكاليفها الباهظة والمؤلمة بشريا وماديا دون تحسب أو استعداد كالمعتاد كل عام؟!! هل ننفذ دعوة من دعوات مؤتمر الشباب المصداقية.. والشفافية.. ومحاسبة كل مسئول أهمل أو قصر.. الكبير قبل الصغير.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف