الجمهورية
اللواء د. محسن الفحام
الأمن.. والإعلام.. أمانة لدي الشباب
تابعت وتابع معي ملايين المصريين فعاليات المؤتمر الوطني الأول للشباب بمدينة شرم الشيخ برعاية الرئيس عبدالفتاح السيسي والذي كان حريصاً علي حضور معظم ورش العمل واللقاءات والندوات التي عقدت علي مدار ثلاثة أيام أعتقد أنها كانت من أفضل اللحظات التي عاشها شاب مصر المخلص الواعد سواء في شرم الشيخ أم علي شاشات المتابعة.
وبطبيعة الحال فإن هناك بعض هذه اللقاءات استأثرت علي اهتمام الرأي العام بصفة عامة وبعضها الذي كان محل اهتمام الشباب بصفة خاصة.
ولعل مداخلة الصحفي الكبير الأستاذ مكرم محمد أحمد كانت من ضمن العلامات الفارقة في ندوة الإعلام وتأثيره علي صناعة الرأي حيث أكد أن هناك خلطاً بين الإعلامي والصحفي وأن الصحافة المصرية بخير وأنه لا توجد دولة عربية في المنطقة كلها تجد فيها هذا الحوار الندي بين الشعب ورئيسه وأننا لابد أن نعود إلي الحرفية والمصداقية ومن يريد أن يكون زعيماً سياسياً من الصحفيين والإعلاميين فليترك هذا العمل ويتجه للعمل السياسي.. ولا يجوز أن يكون أي منهما محرضاً ضد دولته.
لا ضير أن تتنوع الآراء طالما تصب في مصلحة الوطن ولكن يجب ألا يؤثر ذلك علي وحدتنا فالحرية لا تعني الفوضي.. أنها مسئولية.. نحن نحتاج إلي التوحد الوطني صفاً واحداً لمواجهة ما تتعرض له البلاد من مشكلات اقتصادية وسياسية بل واجتماعية طاحنة.. كانت كلمات الكاتب الكبير نابعة من القلب حتي انها وصلت إلي قلوبنا جميعاً ولمست وتراً من المشاعر الجياشة التي نختزنها حباً للوطن وناشدت الشباب بعدم الانجراف وراء تلك الأخبار الكاذبة والشائعات المغرضة.
ثم جاءت مداخلة اللواء مجدي عبدالغفار وزير الداخلية والمعروف عنه أنه لا يحبذ التحدث إلي وسائل الإعلام حيث وجد نفسه يتحدث أمام العالم كله.. فجاء حديثه مقتضباً معبراً عما يجيش في نفوس رجاله من ضباط وأفراد الشرطة التي استشهد منها ما يقرب من 850 شهيداً علي مدي السنوات الأربع الماضية حيث أكد قيام جهاز الشرطة بواجبه علي أكمل وجه برغم صعوبة المرحلة وخطورة الإرهابيين والتكفيريين وأهل الشر الذين يحاولون أن يدمروا الوطن ويعودون به إلي غيابات التشرذم والانقسام والفتن والتفكك وكانت مناشدته لابناء الوطن جميعاً بلا استثناء أن يكونوا ظهيراً لأجهزة الأمن ورجال الشرطة في دعمهم لهم من خلال مدهم بالمعلومات التي تساعدهم علي وأد أي عمليات إرهابية يكون ضحيتها الأبرياء من أبناء الوطن قبل وقوعها.. كذلك بالاصطفاف خلفهم بالتشجيع والمؤارزة الفعالة حتي يتمكنوا من القضاء علي الإرهاب ويجتثوه من جذوره.
والحقيقة أن ورشة العمل الخاصة بمحاربة الفكر التكفيري والإرهاب لم تكن علي مستوي باقي الندوات واللقاءات الأخري حيث كان الحضور قليلآً والمتحدثون ليسوا علي المستوي المطلوب من الالمام بكافة جوانب العمليات الإرهابية والتنظيمات التكفيرية التي تقوم بتصدير الإرهاب والترويع لهذا البلد الآمن وكنت أفضل أن يكون من بين الحاضرين بعض المتخصصين والأمنيين الذين شاركوا في التعامل مع هولاء المغيبين أو مع قادتهم الذين عادوا إلي جادة الصواب واندمجوا في المجتمع وأصبحوا من أصحاب حملة التنوير إلي الفكر المعتدل القويم الذي ينادي به الإسلام.
وانتهي إلي ذلك الحضور المستنير والاستماع الجيد والتفهم الودود لمطالب الشباب وذلك من خلال مشاركة الرئيس عبدالفتاح السيسي الذي كان وجوده يمثل ميزاناً لنجاح أي ندوة أو لقاء مهما احتدم النقاش أو اختلفت الآراء حيث كان يتقبل ذلك بصدر رحب دون اعتراض أو امتعاض.. فقط كان يبتسم ابتسامة الواثق من أن كل ما يحدث يصب في النهاية لصالح هذا الوطن.. لأن كل من شاركوا في المؤتمر هم مصريون قلباً وقالباً مهما اختلفت آراؤهم وتباعدت أفكارهم.. فلنتذكر معا دائماً أن الحرية.. مسئولية وأن الأمن يحتاج إلي الشعب.. وأن الوطن يحتاج في تلك المرحلة إلي رجل في وعي واخلاص ونزاهة ووطنية الرئيس عبدالفتاح السيسي.
وتحيا مصر..
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف