عبد الرحمن فهمى
رتيبة الحفني وإبراهيم شعراوي
بمناسبة مهرجان الموسيقي العربية الذي يحتفل هذا العام بيوبيله الفضي.. ارجو ألا ننسي تكريم ذكري صاحب الفضل الاكبر علي هذا المهرجان رتيبة الحفني التي أصرت علي استمراره خلال سنوات سوداء كان من الصعب اقامة المهرجان خلالها.. كانت سنوات حروب واستعداد لحروب وما يقتضي هذا من امن غير عادي ومصاريف وديون تبتلع الميزانيات المتتابعة.
.. ثم الجو العام ومنع التجمعات وخوف الضيوف من الحضور.. رغم كل هذا رتيبة الحفني المولودة في بيت الموسيقي والفن والرومانسية والحب والشعر أبا عن جد وجد الجد.. رتيبة الحفني عملت المستحيل واحتفلنا بكل المهرجانات.. كانت "رتيبة هانم" كما كنا نناديها كانت تسافر علي نفقتها عندما تعلم ان بعض رجال وسيدات الطرب الاصيل يخشون المجيء لتقنعهم بالأمن والأمان والا لم تكن تستطيع ان تجيء اليهم وتعود في سلام وامان.
لا أقل من تكريم اسمها في الحفل الختامي بدار الأوبرا بمناسبة العيد الفضي للمهرجان الذي كان الجزء الأكبر من حياتها وطموحها.. رتيبة الحفني آخر حبه في "السبحة الذهبية" سبحة الفن الأصيل والموسيقي والغناء في أوج عظمته وجماله وتعلق كل الناس من الخليج إلي المحيط به.
لا ادري كيف يتم الاحتفال أو تكريم ذكري رتيبة هانم الحفني.. ولا اعلم ان كانت لاتزال معنا او سبقتنا الي دار الخلد.. فلكل من الحالتين طريقة للاحتفال أو تخليد الذكري.. واعتقد انه ستكون اكثرنا حماسا الرائعة ايناس عبدالدايم التي تكمل الآن المشوار بكفاءة نادرة.. وحب ووفاء.
***
.. والشيء بالشيء يذكر.. لا ادري لماذا نحن دائما ننسي أصحاب الخطوة الأولي والفضل الأكبر في مشروعاتنا الكبري؟؟!
كلما مررت أو تذكرت فرع النادي الأهلي بمدينة نصر احزن لعدم الاستجابة لندائنا القديم.. نحن الاعضاء المخضرمين الذين نادوا أكثر من مرة بضرورة "نسب الفضل لذويه".. كان المرحوم ابراهيم شعراوي امين عام مجلس الوزراء حتي يوم وفاته.. كان عضوا معينا في مجلس ادارة الأهلي حينما لاحظ ان نادي الجزيرة ضاق برواده وبدأ يفكر في فرع للنادي لأول مرة في مصر.. واقترح علي مجلس الادارة ان يكون الفرع في مدينة نصر حيث الأرض الفضاء الواسعة لانه يري ان يكون الفرع أكبر من الاصل في المساحة وإلا نكون لم نحقق الغرض من الفرع.. كان ابراهيم شعراوي صاحب الفكرة وسار وراءها خطوة خطوة لتذليل اية عقبة بحكم منصبه.. هو الذي اقنع عثمان احمد عثمان بمنح ارض شاسعة للأهلي مجانا.. أو شبه مجانا.. فاختار المرحوم عثمان أرضا خارج كردون مدينة نصر.. خذوا ما تشاءون خارج المدينة.. وقد كان.. وحصل شعراوي علي توقيع وزير الاسكان عثمان أحمد عثمان.. وتم تحديد الارض واستلامها تحت اشرافه.. ثم في مباراة نهائي افريقيا في الاستاد كان الاهلي أحد طرفيها ومبارك سيحضر المباراة.. فاتفق شعراوي مع رئيس النادي عبده صالح الوحش بان يفاتح مبارك في ان يتحمل الجيش مهمة تمهيد الارض التي كانت تحتاج مبالغ طائلة لازالة ما عليها.. ومهد شعراوي الموضوع مع مبارك بين الشوطين واستدعي الوحش لمخاطبة رئيس الجمهورية.. وهنا تم التشاور مع المشير أبوغزالة.. وهكذا تمت ولادة هذا النادي الموجود حاليا.. ألا يستحق ابراهيم شعراوي "متر رخام" عليه اسمه؟!!!
اين الوفاء يانادي القيم والمباديء والاخلاق؟!