المساء
رمضان حنضل
المؤتمر الشبابي.. والإهمال!!
لاشك أن المؤتمر الشبابي الأول الذي عقد في مدينة السلام "شرم الشيخ" برعاية ومشاركة كاملة من الرئيس السيسي نجح بامتياز وأكد أن الحوار هو أفضل السبل لتقرير وجهات النظر ومعرفة مشاكل الشباب والمجتمع علي الطبيعة بكل حرية وديمقراطية.. دون إسفاف أو خروج عن اللياقة وهذا ما تعلمناه من الردود الحكيمة والواقعية من الرئيس السيسي الذي لم يصادر علي رأي وإنما كان مثالاً للأب الودود الذي يحاول لم شتات أو شرود أبنائه واحتوائهم.. وأؤكد أن هذا المؤتمر يعتبر نموذجاً يحتذي في طريقة الإعداد والتخطيط ومعرفة واقعنا دون مزايدة أو تعسف أو تعنت أو تعال!!
.. وبمناسبة مدينة شرم الشيخ كنت في زيارة لها الأسبوع الماضي وشاء القدر التوجه إلي إحدي شركات النقل العام التابعة للقطاع العام "أسف قطاع الفساد والإفساد" لحجز تذكرة العودة لقريتي.. وهناك وجدت موظف الحجز "متجهماً وعبوساً" وينطق من وجهه الغباء في التعامل مع البشر.. وشاهدت مبني عملاقاً علي مساحة تقترب من 5 أفدنة في أفضل منطقة بمدينة السلام وعلي شارع السلام.. غلبني تطفلي الصحفي.
قمت بجولة داخل المكان فوجدت لافتة في المدخل تقول إنه بني في عام 2006 وتولت إنشاءه إحدي شركات القطاع الخاص علي أعلي مستوي هندسي.. هناك شاهدت نموذجاً صارخاً للإهمال والفساد.. هذا المبني العملاق لا يعمل به سوي مكتبين أحدهما لحجز الأقاليم والآخر للقاهرة بينما هناك أكثر من 10 مكاتب زجاجية علي الشارع الرئيسي يكسوها التراب وتحولت إلي مقلب "زبالة" وحتي حديقة الأطفال وجدتها مخزناً للأشياء المهملة والشجر محطم وتخشي التجود داخله من فرط الإهمال وتحول جزء من المكان "لمقاهي" وبيع الملابس وللأسف بعض رواده من المشبوهين!!
مرة أخري غلبني تطفلي الصحفي وجلست بجوار أحد المسئولين بالشركة يجلس علي كرسي ومكتب متواضع في منتصف المبني يراقب دخول وخروج حركة الأتوبيسات دون أن أفصح له عن شخصيتي في البداية.. دخلت معه في حوار حول المبني والإهمال فوجدته هو الآخر يحمل هموماً وآلاماً من وضع الشركة وأتوبيساتها خاصة في الأقاليم وعدم قدرة الشركة علي توفير متطلبات الصيانة وقال: تخيل مرتبي لا يزيد علي 2000 جنيه رغم عملي في شرم الشيخ وأقيم في إحدي محافظات الوجه البحري وبعد خدمة تزيد علي 30 عاماً كما أن المجاملات والمحسوبيات والنفاق مقياس للترقي.. فقلت له إن شركات بها موظف مثل موظف حجز التذاكر بكل هذا العبوث لابد لها أن تفشل فرد ومع ذلك لا استطيع محاسبته.. وكشف أن هذا المبني العملاق والورش يعمل بها أربعة عمال فقط طوال 24 ساعة وأن الرحلات من شرم إلي الأقاليم بعضها يسافر بفرد أو 4 أفراد أو 11 أو 15 حسب المواعيد!!
اشتد غيظي وتساءلت كيف تسير رحلة لمدة 7 أو 8 ساعات بهذا العدد إنه إهدار للمال العام.. فرد لا استطيع تغيير النظام وإلا تحولت للتحقيق.. هنا تأكدت أن القطاع العام نموذج للفساد رغم عدم موافقتي علي الإطلاق علي بيعه وتشريد موظفيه وإنما لابد من إعادة هيكلته والضرب بيد من حديد علي كل فاسد ومتآمر علي مقدرات هذا البلد.. وفي النهاية. هل من نظرة لهذا المبني العملاق وإعادة اكتشافه واستغلاله مرة أخري ومحاسبة من أهدر المال العام فيه؟!!
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف