المصرى اليوم
محمد فودة
كيف تنافق الرئيس.. بأسلوب غير رخيص؟!
أشياء كثيرة تغيرت في مصر منذ ثورة 25 يناير، إلا شكل وأسلوب النفاق، إذ لا يزال كلاسيكياً مباشراً مملاً سخيفاً، خصوصاً حين يتعلق بالرئيس..!

الأسلوب التقليدي للنفاق لم يعد مجدياً بل يضره ويشوه صورته تماماً، وبالله عليكم كيف يحب الناس رجلاً يعايرهم منافقوه بكونه رئيساً لهم!

ويصل إسرافهم في النفاق لدرجة أن يخاطب أحدهم المصريين قائلاً «السيسي اللي مش عاجبك، كنت بتبوس رجليه علشان يبقى رئيس، ياريت بعد ما تطفح وتشرب نفسين جوزة، يا حيلتها وتحط راسك بين رجليك، وتشوف ازاي تعيش من غير شرف ولا كرامة»!!

كما تحتم الموضوعية تبرئة الرئيس كلياً من شطط البعض في الرياء، مثل الزميلة التي احتقرت شعباً كاملاً لتعظيم فخامته بمقالة عظيمة عنوانها «الرئيس الصح.. للشعب الغلط»!

أو كبيرهم الذي علمهم السحر، وقرر الابتكار والتجويد فطرح استفتاء على شعبية السيسي في شبكة «تويتر»، ليسبب حرجاً بالغاً للرئيس نتيجة استخدام الأسلوب التقليدي للنفاق في منصة حداثية بالغة الشراسة، مثل الذي يستخدم الفحم لإطلاق صاروخ إلى الفضاء!!

المرحلة الحالية تحتم استحداث أساليب غير رخيصة أو مستهلكة للنفاق، وإليكم نماذج مجانية منها:

أولاً، التوقف عن «المحن» في مخاطبة الرئيس وعدم استخدام الأساليب المباشرة في النفاق، مثل الحديث المفرط عن شجاعته، وحزمه وأناقته وابتسامته وغيرها من السمات التي لا يحتاج الناس إلى من يشخصّها لهم، والاستعاضة عن ذلك بمقارنته ضمنياً، مع رؤساء آخرين لا يتمتعون بالسمات ذاتها أو يملكون أي كاريزما..!

ثانياً، عدم التهليل ببلاهة للأشياء البسيطة التي يفعلها مثل ركوب الدراجات الهوائية «العجل» أو «تناول الإفطار مع أسرة بسيطة في الريف، وإذا كان من الضروري التطرق إلى هذه المناسبات- التي بطلت من القرن الماضي- يمكن إجراء مقابلات مع موظفين يستخدمون الدراجات في الذهاب إلى عملهم، وتوجيههم إلى التعبير عن اعتزازهم بهذه الوسيلة، خصوصاً بعد اكتشافهم أنها الرياضة المفضلة لسيادته، كما يمكن إعداد قصة خبرية حول مائدة إفطار أسرة ريفية وسؤال أصحابها عن ردود أفعالهم إذا فوجئوا بالرئيس يطرق بابهم لمشاركتهم مائدتهم العامرة،» على اعتبار أنها مفاجأة!!

ثالثاً، الحديث بموضوعية عن المشروعات الكبرى، والإنجازات التي تتحقق في عهده، وهي موجودة ولا يمكن إنكارها، مثل الطفرة في علاج فيروس سي وإشادة منظمة الصحة العالمية بذلك، والمجمعات السكنية التي حلت بديلاً عن العشوائيات والطرق والمطارات الجديدة، وغيرها..

وأقصد بالموضوعية هنا عدم التكرار والتأكيد على أنها إنجازات تاريخية لم تتحقق في المجرات الأخرى، لأن الناس صاروا أكثر اطلاعاً وإدراكاً وقدرة على المقارنة، فلا تدفعوهم إلى كراهية ما يفعله الرجل..!

رابعاً، الرئيس السيسي مهذب بطبعه، ليس شتاماً أو طعّاناً، ومن غير المقبول أن يكون نفاقه على حساب كرامة وقدر شعبه، فاحذروا من أن ترفعوه على الرؤوس حتى لا يثقل كواهل أصحابها!!

تحدثوا عنه باعتباره ابنا لهذا الشعب وأحد أفراده، ولا تستكثروهعلى ناسه كما يفعل السفهاء، فالعين تكره من هو أفضل منها لكن تحب مثلها، وهو لا يزيد عن شعبه في شيء، وحين تركزون على ذلك، أضمن لكم استعادة ما فقده من شعبية في الفترة الأخيرة!!

خامساً، حين يرتجل الرئيس، يقول أحياناً أشياء لا تبدو منطقية أو مفهومة، مثل ثلاجته التي لا يوجد بها سوى الماء لمدة عشر سنوات«!

في هذه الحالة لا تحاولوا التبرير له لأنكم تزيدون الطين بلة، ولا تنجرّوا إلى معركة مع منتقديه، لكن يمكنكم إبراز نقاط إيجابية أخرى في خطابه، وفتح حوار بشأنها دون مبالغة، واكتفوا بالدعاء له بعدم الإفراط في الارتجال أو الحديث مجدداً عن ثلاجته..!

هامش مهم:

ليس نفاقاً، لكن المؤتمر الوطني الأول للشباب تجمع مهم ومتنوع وله إيجابيات كثيرة، بغض النظر عن عمومية وسطحية بعض توصياته..
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف