لنا تجارب كثيرة ماضية أرجو أن ندرسها ونأخذ منها العبر والفائدة بمناسبة مؤتمر الشباب.
نعم.. كان هناك زعماء للأمة أقل من ثلاثين عاماً "مصطفي كامل ومحمد فريد".. بل كان لنا وزراء في نفس هذه السن أو قريب منها "فؤاد سراج الدين كان وزيراً للزراعة عام 1950".. رغم أن إدارة الانتخابات تلقت شكوي بأنه أقل من ثلاثين عاماً فقدم لهم سراج الدين شهادة بأنه تخطي الثلاثين عاماً بأسابيع!!! وكان هناك شك كبير في الشهادة.. أما عبدالحميد عبدالحق وزير الشئون الاجتماعية عضو مجلس النواب كان فعلاً تخطي الثلاثين بشهور.. وكان الاثنان من أنجح الوزراء.
***
ولكن.. هناك مثال آخر.. وكنا في "عز ثورة يناير 2011".. تم تعيين وزير شاب من قادة الثورة بحق.. كان الوزير الشاب مهيئاً فعلاً للنجاح في هذه الوزارة بالذات.. ثم حدث ما لم يكن في الحسبان. لم يجلس هذا الوزير الشاب علي كرسيه أكثر من 12 يوماً!!!.. لماذا؟؟.. أقول لك..!!
في أيام الوزارة الأولي.. ظل الشباب يترددون علي الوزارة للتهنئة والفرح بأن أحدهم تولي السلطة.. و... و.... بعد أكثر من أسبوع قرر الوزير الشاب منع دخول المهنئين وغيرهم.. وعقد اجتماعاً مع وكلاء الوزارة ورؤساء الأقسام.. وعرض الوزير أفكاره الشابة لتطوير الوزارة!!!.. ما أن انتهي الاجتماع حتي قرر وكلاء الوزارة وبعض رؤساء الأقسام أيضاً.. قرروا أن يذهبوا إلي رئيس الوزراء أحمد شفيق ويطلبوا منه ضرورة التدخل بسرعة لأن الوزير الشاب لا يصلح قط لهذا المنصب!!!.. وشرحوا له الموضوع فتقرر في نفس اليوم تعيين وزير جديد.. بمعني إقالة الوزير الشاب بطريقة مهذبة اعتدنا عليها من زمان!!!.. ودخل اسم الوزير الشاب مجموعة جينس العالمية.. فلم يحدث قط لا من قبل ولا حتي الآن ولا يمكن في المستقبل أن تتم إقالة وزير بعد 12 يوماً وفي أول اجتماع!!!
***
نعم.. هناك زعماء كبار في الرأي والفكر.. شباب في السن.. رفعوا شعارات انبهر بها بعض الناس فساروا خلفهم.. لا مفاوضات إلا بعد الجلاء مثلاً "مصطفي كامل".. المقاومة الشعبية وقتل المحتل لإجباره علي الجلاء "أحمد حسين".. مثلاً.. الشاب عبدالحميد عبدالحق طالب مجلس النواب بالاهتمام بمحدودي الدخل "مشروع القرش معونة الشتاء قطار الرحمة القرض الحسن" فتم تعيينه وزيراً.. الأفكار قبل كل شيء.. والبعد عن الروتين.. هذا هو المطلوب.. والله عز وجل معنا.