الجمهورية
رضوان الزياتى
أمن الملاعب.. وأمن الوطن
لا أتوقع أن تعود الجماهير إلي الملاعب في الموسم الحالي.. وأتفهم ذلك جيدا.. لكن لن يكون مقبولا أن يستمر الغياب الجماهيري عن الملاعب في الموسم الجديد الذي يجب أن يستعد له الجميع من الآن بداية من الجبلاية ومرورا بوزارة الشباب والرياضة وانتهاء بوزارة الداخلية.
وأهم ما يجب التركيز عليه والاستعداد له من الآن هو تأمين المباريات والجماهير.. ولابد من الوصول إلي حلول علمية وعملية تضمن عدم تكرار الحوادث التي تسببت في إزهاق أرواح العشرات من الجماهير في مذبحتي بورسعيد والدفاع الجوي.
الأفكار والحلول موجودة في أدراج المسئولين في الجبلاية ووزارتي الشباب والداخلية.. وتجارب الآخرين مثل تجربة إنجلترا في القضاء علي شغب الملاعب "الهوليجانز" معروفة ومدروسة.
وأقترح علي المهندس خالد عبدالعزيز وزير الشباب والرياضة أن يبادر من الآن بالإعداد لمؤتمر كبير يتم خلاله مناقشة أفضل الوسائل لمواجهة شغب الملاعب والقضاء علي ظاهرة التعصب الجماهيري ووضع الحلول العلمية والعملية لتأمين الملاعب والجماهير علي أن يشاركوا في هذا المؤتمر خبراء في الأمن وتأمين المباريات وعلماء النفس والاجتماع.
وبما أن أمن الملاعب لا ينفصل عن الأمن العام وأمن الوطن ككل.. فإنه من المؤسف جدا أن الشارع المصري لايزال يعاني من الفوضي الأمنية.. صحيح أن الحوادث قلت نسبيا عن السنوات السابقة التي أعقبت ثورة الخامس والعشرين من يناير.. إلا أن المنظومة الأمنية في مصر لاتزال تعاني من خلل كبير وواضح خاصة في الأقاليم والأرياف.
فالداخلية تركز علي العاصمة والمدن الكبيرة.. ووسط البلد.. وتهمل القري ومدن الأقاليم التي تنتشر فيها حوادث البلطجة وتجارة المخدرات "عيني عينك" وفي وضح النهار.
قد ألتمس بعض العذر لرجال الشرطة في الأقسام والمراكز ونقاط الشرطة التي تعاني من عجز شديد في الأفراد والمعدات.. وعلي سبيل المثال فإن مركز شرطة الخانكة المتواضع يخدم قري كبري مثل القلج وأبوزعبل والجبل الأصفر والمنشية وعرب العليقات وعرب العيايدة وسرياقوس وكفر حمزة والمنايل وسندوه و23 يوليو وعزب الصفراء والمزرعة والمنية دوش أبوزعبل وغيرها من العزب والكفور فضلا عن منشآت كبيرة مثل سجن المرج وسجن أبوزعبل ومحلات الذهب والكنائس وتأمين هذه القري والمنشآت والمناطق العشوائية التي تحيطها والملاصقة لمدينتي السلام والعبور وأحياء المرج والخصوص وشبرا الخيمة يمثل عبئا ضخما لا يتحمله مركز شرطة بإمكانات محدودة ونقاط شرطة لا توجد بها أفراد أو أي نوع من الإمكانات بل معظمها شبه مهجور!!
كما أن محورا مروريا مهما مثل محور المرج الجديدة الذي يربط القليوبية بالقاهرة يعاني من فوضي لا مثيل لها من انتشار باعة جائلين وسط الشارع فضلا عن سيارات الميكروباص والتوك توك التي تخنق الجميع في هذه المنطقة الحيوية.
إن هذه المنطقة تحتاج إلي تركيز كبير من السيد وزير الداخلية ومحافظي القاهرة والقليوبية أرجوكم أيها المسئولين حاولوا أن تخففوا بعضا من آلام الناس وانظروا إلي القري والأقاليم.. ولا تركزوا علي العاصمة وعواصم المحافظات فقط!!
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف