لم تعد مصر، واقتصادها، فى حاجة إلى هزة جديدة، وتغيير قيادة سياسية، وأن تعم الفوضى، ونعود لنرسم خارطة طريق من جديدة، ويتم حل البرلمان، ونزول الجيش إلى الميادين، وحرق وتخريب مرة ثانية، فاتقوا الله فى مصر، وشعبها.
لقد أنعم الله علينا بأن حمى مصر من التفكك والتشتت، والحروب الأهلية، والضياع فى نزاعات وصراعات كانت ستضيع فيها ملايين الأرواح، وتتشتت الملايين فى بلاد هى الآن طاردة لسكانها، تعانى من الحروب الأهلية والصراعات والفقر.
وإذا كنت حقاً مؤمناً بالله ورسالة، ففكر قليلاً ولا تندفع خلف من يحرضون على النيل من هذا الوطن المتماسك، وحتى تزول شوكته، ومعه تزول جميع الدول العربية، ليس بيد مستعمر نلقى عليه اللوم ونحاربه حتى لو طال الزمان، ولكن على يد أبنائه، فيقتلون بعضهم بعضاً، ويصبحون فى ضعف، وتكون الدولة فريسة لأى طامع، وتذهب ريحنا، وقوتنا ومواردنا فى حروب لسنوات طويلة إلى أن يأتى من يوحدنا من جديد، بعد أن يتذوق الناس طعم الذل والمهانة، والدمار، والجوع.
وربما لن يعجب البعض هذا الكلام، ولكن هى شهادة أمام الله، بأننا نسيرعلى الطريق السليم، هذا من وجهة نظرى، حتى لو كان هناك غلاء فى الأسعار، وتراجعت مرتباتنا إلى أقل من النصف بفعل الغلاء، ولكن علينا بالعمل، وقبل العمل اتقوا الله، والإيمان الحق بأن الله هو خير رازقاً، ولا نجعل اليأس يدب فى قلوبنا، لأن من يأس فى هذه الحياة فهو كافر، ونعوذ بالله من الكفر، قال تعالى: {إنَّهُ لاَ يَيْأَسُ مِن رَّوْحِ الله إِلاَّ القوم الكافرون} (يوسف: 87).
وقال ابن القيم وهو يعدد الكبائر فى مدارك السالكين: «فالكبائر: كالرياء، والعجب، والكبر، والفخر، والخيلاء، والقنوط من رحمة الله، واليأس من روح الله، والأمن من مكر الله، والفرح والسرور بأذى المسلمين، والشماتة بمصيبتهم، ومحبة أن تشيع الفاحشة فيهم، وحسدهم على ما آتاهم الله من فضله، وتمنى زوال ذلك عنهم، وتوابع هذه الأمور التى هى أشد تحريماً من الزنا، وشرب الخمر وغيرهما من الكبائر الظاهرة، ولا صلاح للقلب ولا للجسد إلا باجتنابها، والتوبة منها، وإلا فهو قلب فاسد، وإذا فسد القلب فسد البدن».
فهل تحب أن يكون قلبك فاسداً، وتكفر بالله، انتبه وتعلم واقرأ، فقد أمر الله عز وجل عباده بالقراءة، ومعرفة أحوال الأمم، لا ندع أنفسنا مضغة سهلة فى يد من قلوبهم فاسد، ولا يرضى الله ولا رسوله ما يحدث فى البلدان الإسلامية من قتل وتخريب ودمار بين المسلمين بعضهم بعضاً، وأمامك صندوق انتخابات عبر فيه عن رأيك واختر من تشاء ولكن لا تكون أداة لتخرب وطنك وبلدك.