أمس الأول السبت حلت الذكري السنوية لمجزرة كفر قاسم التي ارتكبتها قوات الاحتلال الاسرائيلي ضد سكان تلك القرية الفلسطينية بزعم أنهم خالفوا أحكام الطوارئ التي فرضتها قوات الاحتلال يومها بالتزامن مع بدء العدوان الثلاثي علي مصر في 29 أكتوبر ..1956 وفي هذا اليوم استشهد 49 فلسطينياً وأصيب أكثر من مائة فلسطيني لايزال الشعب الفلسطيني يخلد ذكراهم كل عام.
وللمرة الأولي لفت نظري فيلم "المجزرة" السوري الذي عرضته قناة "برايم" الفلسطينية الفضائية بمناسبة ذكري المذبحة.. لم يكتف الفيلم بتناول المذبحة وحدها.. بل عرض الحياة في القرية الفلسطينية في ظل الحكم الاسرائيلي وما كان يتعرض له الفلسطينيون من ظلم وتعسف خاصة بعد ان فرضت اسرائيل جنسيتها بمقتضي قانون 1952 .
وطرح الفيلم ملامح عديدة لمعاناة هذا القطاع من الشعب الفلسطيني الذين بقوا في أرض الاجداد- من حكم عسكري جائر ومصادرة الارض وإجبارهم علي العمل بأجور وما شابه ذلك.. كما عرض لمأساه الاسر التي تمزقت من جراء الاحداث.
تأثرت بشدة لمشهد عربة دار الاذاعة الاسرائيلية التي كانت تأتي ليسجل عن طريقها الفلسطينيون رسائل صوتية لذويهم الذين لايعرفون عنهم شيئاً. وكان بعضهم يبكي فيقوم المذيع بمنعه من مواصلة رسالته.
وعرض الفيلم كيف ان بعض الفلسطينيين فضلوا مسايرة الحكم العسكري لتحقيق مكاسب علي حساب اخوانهم.. فلم يكن حظهم أفضل.
ورغم انني من المتابعين للسينما السورية إلا أنني لم أعرف معظم أبطال الفيلم الذي تم انتاجه عام ..1974 وكل ما عرفته بعض الاشكال التي لا أعرف أسماء أصحابها.. وعرفت فقط النجم السوري الكبير "سليم صبري" في دور مقاول الافراد الموالي لاسرائيل علي حساب اخوانه الفلسطينيين .. وقد شاهدته قبل ذلك في مسلسل "التغريبة الفلسطينية في دور "أبو أكرم" الفيلم عرض لبعض ملامح الحياة اليومية في فلسطين وتبدأ أحداثها عندما يعلن "جمال عبدالناصر" تأميم قناة السويس وفي فلسطين المحتلة.. في مقهي أبو أحمد علي ساحة قرية كفر قاسم يستمعون إلي خطاب الرئيس..
تنتهز إسرائيل الفرصة وفي 29 أكتوبر من نفس العام 1956 يرتكب الصهاينة مجزرة بشعة بحق أهالي كفر قاسم.. وفي هذا العالم نتعرف علي رجاء سمسار العمال الذي يتعاون مع عمدة البلدة الذي يعرف في فلسطين بإسم "المختار" كي يقوم بتشغيلهم عند رب العمل الصهيوني أما سليم أفندي من "يافا" فإنه يعمل رسولا للحاكم العسكري.. ويغادر "أبو مرعي" أرضه كي تمنح للمستوطنين الجدد.. وفي 29 أكتوبر تهاجم اسرائيل سيناء.. وفي فلسطين يصدر قرار إرهاب الاهالي العرب ويقتلونهم.. كي يظلوا هاربين.. واستغلالا لحظر التجول يقومون بقتل اشخاص عائدين من عملهم.. إنه فيلم جيد ولا بأس من أن تحاول القنوات المصرية عرضه كما عرضت من قبل حلقات "التغريبة الفلسطنينة".