المصريون
جمال سلطان
رأي الشباب "المختلف" في مؤتمر شرم الشيخ
انتهى "مولد" مؤتمر الشباب في شرم الشيخ ، وعاد الجميع إلى القاهرة تملأهم السعادة والنشوة بعد أن قضوا عدة أيام في المنتجع السياحي الجميل ، في استضافة مجانية شاملة ، وسهرات وأمسيات لطيفة خففت عن بعضهم عناء ضغوط العمل وإرهاق صخب القاهرة ، والمؤكد أن "الشيوخ" الحاضرين كانوا مدركين مبتدأ الحفل ومنتهاه ، ولكن بعض الشباب "الطيب" راح يتساءل عن سبب غياب أي اهتمام للحكومة بمخرجات المؤتمر ، وأن أيا من اللجان التي وعدوا بتشكيلها لمتابعة توصيات الرئيس لم تتشكل ، هؤلاء "الطيبون" لا يدركون أن "الصورة" تم التقاطها ، وانتهى الأمر ، وإلى اللقاء في "حفل" جديد ، وربما مناسبة جديدة ، وفكرة جديدة ، لالتقاط صورة جديدة ، ليست بالضرورة لتنزيلها في واقع بقدر ما هي تسويق سياسي إعلامي لإخفاء قبح الواقع . بعض الشباب "المختلف" أبدى رفضه للروح "الأبوية" التي تحدث بها الرئيس في المؤتمر للشباب ، وكأنهم مجموعة من "المراهقين" أو الصغار يحتاجون لمن يرعاهم بالنصيحة ويعرفهم الصاب من الخطأ ويربط على أكتافهم ويطبطب عليهم وينصحهم أن لا يذهبوا إلى أي فعالية إلا بصحبة ولي أمرهم ، والبعض الآخر أبدى عدم ثقته التامة في أي نتيجة عملية من هذا المؤتمر ، بل ويضرب الأمثال على أن الأوضاع "العملية" في أرض الواقع تمضي بعيدا عن تلك "الصورة" التي سوقتها أجهزة الدولة والإعلام الموالي . أحد ممثلي هذا القطاع من الشباب ، عادل سعيد زايد ، والذي عرف نفسه بأنه مواطن سكندري حاصل على ماجستير في القانون من جامعة الاسكندرية ، أرسل لي رسالة يطالبني بنشرها في تلك الزاوية ، يقول فيها : شىء رائع وجميل الإهتمام بالشباب مثلما حدث فى شرم الشيخ تحت عنوان إبدع إنطلق فهم عماد الأمة وحاضرها ومستقبلها ، ولم تتقدم أمة من الأمم الإ بسواعد شبابها ولكننى أرى عدم جدوى من هذه المؤتمرات والتى لا تخرج فى نهاية المطاف سوى عن مجموعة من التوصيات لا تنفذ شأنها شأن آلاف من رسائل الماجستير والدكتوراة التى ظلت حبيسة الأدراج ، فالاهتمام بالشباب ليس عن طريق المؤتمرات والندوات واللقاءات والمنتديات إنما يتم الإهتمام بالشباب بإشعاره بكرامته الإنسانية وبحصوله على حقوقه المشروعة بدون وساطة أو رشوة أو محسوبية ، الإهتمام بالشباب بتوفير فرص عمل عقب تخرجه بدلا من الجلوس على المقاهى ، الإهتمام بالشباب عن طريق المساواة فيما بينهم فى المرتبات فى الوظائف ، الإهتمام بالشباب بالسماح لهم بالتعبير عن أفكارهم وأرائهم بحرية تامة بدون ملاحقة أمنية أو تربص بهم أو التضييق عليهم ، الإهتمام بالشباب بإشراكه مشاركة فعلية فى إدارة شئون البلاد عن طريق تولية المواقع والمناصب العليا فى البلاد بدلا من أن يفاجىء بتولى مسئول سابق كان يشغل منصب رئيس الهيئة القومية للتأمين الإجتماعى بالقطاع الحكومى منصب مستشار وزيرة التضامن الإجتماعى للتأمينات ثم نأتى بعد ذلك ونقول الإهتمام بالشباب ، نحن نضحك على الشباب ونستخف به فهذه الواقعة ماثلة أمام أعين الشباب ولذلك يشعر الشباب بأنه لا أمل فى حدوث أى تغيير فمازالت الدولة تستعين بالعواجيز فى إدارة شئون البلاد فاذا كنا جادين فى الإهتمام بالشباب فلابد من الوقوف بجانبه وإشعاره بأن هذه البلد هى بلده ووطنه ، أما غير ذلك فيعتبر هرى ولت وعجن على الفاضى ومؤتمرات يعقبها مؤتمرات والمحصلة صفر لا شىء ويبقى الوضع كما هو محلك سر . انتهت رسالة الشاب السكندري ، ولا أختلف معه سوى في خاتمتها في أنه يخشى أن يبقى الوضع "محلك سر" ، ففي مثل ظروفنا أن نبقى "محلك سر" سيكون إنجازا ، لأنه على الأقل سيوقف المزيد من الانهيار ، لكني أتصور أنه في ظل غياب الرؤية الجادة لمعالجة الواقع فإن الأمور ستزداد تراجعا وترديا .

تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف