أتعجب كثيرا، من انتشار العشوائية في التعامل مع المشاكل المختلفة في مصر، رغم ان هذا البلد العريق، يغص بالخبراء في مختلف المجالات، اضافة إلي توافر أعداد كبيرة من حملة الدكتوراة بكل التخصصات، بمتوسط يتراوح بين 2500- 3000 شخص سنويا، يحتل بعضهم مراكز مرموقة في الدول المتقدمة، وحصل عدد منهم علي جوائز عالمية بما فيها جائزة نوبل. هل يعقل مثلا أن تغرق محافظات كاملة » في شبر ميه »‬، بسبب العجز الحكومي في التعامل، مع مشكلة الامطار والسيول، في المحافظات الساحلية والصعيد، بدلا من التعامل مع الامر، بأسلوب علمي، يضمن تحويل هذه المياه التي تجرف وتقتل وتدمر كل شيء، إلي خير ونماء ؟ هل يعقل أن يمن الله علي مصر بأمطار، يتراوح حجمها مابين 22 ــ 52 مليار متر مكعب سنويا وفقا لتقديرات علمية، دون ان نستفيد منها، باقامة شبكات تصريف ومخرات، بشكل هندسي دقيق، يحمل هذا الخير اولا بأول، إلي خزانات وسدود مجهزة، بما يوفر احتياطيا ضخما يمكن الاستفادة منه في الشرب والزراعة والصناعة وحتي الاستزراع السمكي، خاصة في ظل المخاوف الكبيرة، من تناقص مياه النيل، بعد قيام اثيوبيا ببناء سد النهضة، الذي يمثل في رأيي الخطر الأكبر، الذي يتهددنا جميعا. أعود وأكرر ماسبق ان ذكرته في أكثر من مقال، انه بالعلم والعمل تتقدم الامم. وانه آن الأوان لوضع الرجل المناسب في المكان المناسب، حتي نجد حلولا لمشاكل مستمرة منذ عقود . وأؤكد انه لن يتأتي هذا،الا باسناد تلك الملفات لخبراء حقيقيين،بعيدا عن الفهلوية،وماأكثرهم في هذا الزمان !