الأخبار
صبرى غنيم
مسيرة شريف فتحي وخالد فودة.. هل وصلت موسكو؟
هذا المشهد الرائع جاء في نفس التوقيت الذي يحتفل به الروسيون في بلادهم بنفس المناسبة، وكون أن يفكر وزير الطيران في تنظيم هذه المسيرة فهذا عمل عظيم

شئ رائع جدا أن يقود وزير الطيران شريف فتحي ومعه اللواء خالد فودة محافظ جنوب سيناء أول مسيرة بالشموع تطوف شوارع شرم الشيخ وأجراس الكنائس تدق إيذانا ببدء الاحتفالية الشعبية لإحياء الذكري السنوية الأولي لضحايا الطائرة الروسية التي سقطت فوق أراضينا بعد إقلاعها بدقائق من مطار شرم الشيخ..
- الصورة كانت رائعة والموقف المصري كان مشرفا أن تخرج الحكومة ممثلة في وزارة الطيران والسياحة والآثار ومحافظ الإقليم اللواء خالد فودة، ونواب برلمان، وإعلاميين، وقيادات شعبية يحتضنون السفير الروسي وهم يحيطون به حاملين أكاليل الزهور متجهين إلي النصب التذكاري الذي أقيم تكريما للأبرياء الذين لقوا حتفهم ونهايتهم في هذا الحادث المشئوم..
.. الذي أسعدني أن هذا المشهد الرائع جاء في نفس التوقيت الذي يحتفل به الروسيون في بلادهم بنفس المناسبة، وكون أن يفكر وزير الطيران في تنظيم هذه المسيرة فهذا عمل عظيم وخاصة عندما تتوارد الخواطر ويكتشف أن محافظ الإقليم اللواء خالد فودة كان يعد لهذه المناسبة أيضا فيتفق الاثنان علي إقامة احتفالية شعبية لا تكون في النهار.. احتفالية تبدأ مع غروب الشمس.. وتضاء فيها الشموع.. وتتحول إلي ملحمة رائعة في الحب والتقدير للشعب الروسي العظيم الذي استقبل هذه الكارثة بالصبر وهو حزين.. نعرف جيدا كيف كانت الصدمة لشعب لا يعرف العداء ولا الكراهية للشعوب..
- الذي أعجبني في الوزير شريف فتحي والمحافظ إصراره علي إحياء الذكري السنوي الأولي بحشد كبير من الشخصيات السياسية والبرلمانية وأصحاب الأقلام.. وقد كان المحافظ الهمام اللواء خالد فودة سريع البديهة فتعليماته قد صدرت بترتيب استضافة الوفود البرلمانية والإعلامية التي ستتصدر هذه المسيرة.. وانطلقت الدعوات من خلال الرسائل التليفونية من القاهرة وشرم الشيخ.. وفي ساعة زمن.. حدث التفاعل وسارع الجميع وحزموا حقائبهم إلي شرم الشيخ فكانوا يسارعون ليأخذوا أماكنهم بين الصفوف وهم حاملون الشموع تعبيرا عن الحزن الذي أصابنا كمصريين من جراء هذا الحادث الذي أبكانا وكأن الضحايا كانوا من أهالينا.. الصدمة التي تلقيناها بعد سقوط الطائرة جمدتنا في مواقعنا، فقد كنا مذهولين.. وتعلقت عيوننا بوزير الطيران الذي دخلت الكارثة في دائرة اختصاصه لعله يعرف تفاصيل وكالعادة تصرف الرجل بعقلانية.. فقد كان كل همه أن يحدد الموقع الذي سقطت فيه الطائرة.. أنا شخصيا لا أريد أن أعود بذاكرتي لتفاصيل الحادث لأنه يمزق أحاسيسي، كل ما أستطيع أن أذكره أن وزير الطيران كان منفتحا علي العالم وأبدي استعداده لاستقبال خبراء دوليين في الأمن والسلامة لينضموا إلي لجان التحقيق للتأكد من سلامة إجراءات الترحيل وإن الطائرة منذ هبوطها أرض المطار لكي تستقبل الركاب العائدين لم يقترب منها عامل ولا مسئول إلي أن أقلعت وحدثت الكارثة ويموت من عليها من ركاب يحملون ذكريات رحلة لم يمهلهم القدر أن يحتفلوا بها مع أهاليهم..
- أرجو المعذرة إن كنت قد أخطأت وعبرت بالغلط عن أمور فنية لا أفهم فيها وخاصة عن مراحل الهبوط ومراحل الترحيل وتسكين الركاب في أماكنهم.. الذي كان يهمني كمصري معرفة المجرمين عن هذه الكارثة التي راح فيها أبرياء أيضا.. وَمِمَّا يدل علي إيماني بما أكتبه هو الموقف المشرف لوزير الطيران شريف فتحي الذي ظل عاما كاملا يتابع عن قرب كل الأحداث التي أحاطت بالطائرة من تحليلات وفحوصات فنية لفنيين علي كفاءة عالية دوليا، كانت مهمتهم الوصول إلي الحقيقة ومعرفة اللغز الخفي وراء تفجير الطائرة..
- الشيء الذي أثلج صدورنا في إعادة تأمين مطاراتنا.. تفتيش هيئة الطيران المدني الروسية لجميع الإجراءات الأمنية في مطار شرم الشيخ وكون الوزير شريف فتحي زودها حبتين بتدعيم الإجراءات الأمنية بشركات متخصصة من خارج الطيران المدني لكي تكون حيادية تتحمل المسئولية.. هذه هي حنكة الرجال المحبين للوطن والمتمنين لعودة السياحة إلي مصر فورا.. وكون الجانب الروسي كان يهمه أن يطمئن فهذا حقه.. وحقه أيضا أن يضع شروطا قاسية من أجل الأمن والسلامة لحماية ركابه.. المواطن الروسي حياته تتساوي مع حياة الرئيس بوتين وهذه هي عظمة بلد المواطن فيها قيمته من قيمة رئيس الدولة..
- للحق التكريم الذي حدث في شرم الشيخ جاء امتدادا للاحتفالية التي أقامها الروس في بلادهم لإحياء هذه الذكري، صحيح أننا نقلنا لهم مشاعرنا كمصريين من خلال هذه المسيرة.. وهم نقلوا لنا صمودهم وتقبلهم لهذه الصدمة بتجمعهم حول النصب التذكاري الذي نصبوه في موسكو.. ولأن هذا النصب كان علي أراضيهم فقد كان سهلا عليهم جمع صور الضحايا وهي تتصدر الواجهة الرئيسية للنصب وكأنهم يقولون إن صورهم ستظل عالقة في قلوبنا ونحن نقول لهم.. سيظل يوم ٣١ أكتوبر محفورا في نفوسنا نتذكر الأبرياء الذين راحوا ضحية للغدر والخسة..
- كثيرون من زملائي أحزنوني علي اعتذاري في عدم تلبية هذه الدعوة، وهم لا علم لهم بارتباطي بندوة في المنتدي الثقافي المصري كمتحدث عن دور الإعلام » ماله وما عليه »‬ وللأسف كنت قد اتفقت مع رئيس المنتدي السفير أحمد الغمراوي علي الميعاد.. حاولت أن اعتذر فكانت الصدمة كيف يعتذر السفير الغمرواي لأكثر من مائتي ضيف من المثقفين ورواد الإعلام؟ فلم أجد مفرا من الاعتذار.. وهذا هو قدري..
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف