المساء
محمد جبريل
العراق.. وخطر المستقبل
ماذا يعد رفاق السلاح لعراق المستقبل؟
قال مصطفي البرزاني إن قوات البشمركة الكردية لن تدخل الموصل. لكن المتحدث باسم حكومة اقليم كردستان أعلن ان تحرير الموصل سيعقبه انفصال الإقليم في دولة مستقلة. وأكد الحشد الشعبي ـ وقوامه من المقاتلين الشيعة ـ انه سيشارك في عمليات الموصل. بينما تعالت التأكيدات من داخل الحكومة العراقية وخارجها ان العمليات ستقتصر علي الجيش العراقي وقوات البشمركة. ثم خالف الحشد الشعبي كل التصريحات. ودخل الموصل ليزيل ـ حسب تصريحات قادته ـ الخطر الداعشي. وليعمق ـ في الوقت نفسه ـ مخاوف أبناء الموصل السنة. من المذابح التي ارتكبها مقاتلو الحشد الشعبي ـ تحت علم الثأر للشهيد الحسين الذي يضعه السنة في مقدمة من يحبونه من آل البيت ـ ضد الآلاف من المواطنين السنة الأبرياء في المدن والقري العراقية.
وإذا كان قوام الجيش العراقي من السنة والشيعة والمسيحيين والمذاهب التي تشكل بنية العراق. فإن الجرائم التي ارتكبها مقاتلو الحشد الشعبي تركت تأثيرات سلبية في نفوس المواطنين من غير المنتسبين إلي المذهب الشيعي.
وقبل أن يشير العبادي ببدء العمليات. أكد الرئيس التركي أردوغان أن قواته ستشارك في عمليات تحرير الموصل. ورغم الرفض القاطع من العبادي. ومن أطياف المجتمع العراقي. فإن أردوغان واصل الإلحاح علي ضرورة مشاركته. حتي أعطاه الإذن بذلك من لا يعرفه أحد. وأعلن عن مشاركة قواته في عمليات الموصل.
لبعض الزعامات الشيعية ـ بتحريض من زعامات الجارة إيران ـ تطلعاتها التي تلغي فكرة الوطن أمام الاعتبارات المذهبية. كما تلغي الفكرة نفسها داعش والتنظيمات المتأسلمة المتطرفة. ولتركيا أردوغان أحلامها الإمبراطورية. ومثلت فتاة إيزيدية مذاهب الأقليات في فوزها بجائزة زخاروف للسلام. أما السنة فإن تصريحاتهم تؤكد الحاجة إلي عراق واحد. متماسك. قوي. يتساوي فيه كل المواطنين.
لقد تحول العراق ـ منذ أصدر رجل المخابرات الأمريكي بول برايمر قراره بحل القوات المسلحة العراقية ـ إلي ساحات للتفجيرات والاغتيالات والتهجير. وعمق نشوء تنظيم داعش من التأثيرات البشعة للعمليات الإرهابية. بحيث بات تحرير العراق من كل مظاهر العنف مطلباً وطنياً وقومياً. لا يقتصر علي ازالة داعش. بل يتجاوزه إلي الحرص علي عراق المستقبل. بتكاتف كل مواطنيه. ضد الأخطار المشتركة. وهي أخطار تتوزع ما بين مؤامرات الغرب. وأطماع القوي الاقليمية. فضلاً عن التخاذل العربي الذي يستدعي ـ بقوة ـ زمن دول الطوائف الأندلسي!
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف