حينما تكون المضيفة بالطائرة من بلد عربي وفي طائرة تتبع خطوط طيران وعلي أرض ومطار إحدي الدول العربية، وعندما يطلب أحد ركاب الطائرة-وهو أستاذ جامعي-من المضيفة ان تتحدث إليه بالعربية بدلاً من الفرنسية فترفض المضيفة طلبه، ثم تُخبر كابتن الطائرة بذلك فتكون النتيجة إصرار من طاقم الطائرة علي نزول الرجل وإلغاء رحلته بحجة أن التحدث بالعربية يمثل خطورة علي سلامة الطائرة-علي حد قول كابتن الطائرة منذ عدة أيام، في ذات السياق تنتشر في مجتمعاتنا بين الأبناء داخل الأسرة العربية في البلد العربي الحوارات بلغة أجنبية ويتملكهم الشعور بالفخر لذلك مستنكفين التحدث بلغتهم العربية وبتشجيع أو غض الطرف من آباءهم عن ذلك السلوك المستهجن،لذا أليست هذه السلوكيات تعكس تأصل عقدة الخواجة في البعض داخل مجتمعاتنا العربية. الإنسحاق الوجداني الذي يتملك الكثير في مجتمعاتنا بالتأكيد نتيجة الإنسحاق المعرفي والثقافي وأيضاً الحضاري نتيجة للموروث السلبي أوالإرتكاز علي ثقافات وقيم سلبية متخلفة نهانا عنها ديننا الحنيف، منها التواكل والوصاية أوالخوف من الجديد الصالح وكذلك الشعور بالعجز وفقدان الثقة بالنفس والتفكير التآمري الذي يستوطننا. لكل بلد خصوصية ومميزات المفروض التمسك بها طالما لا تعوق مسيرة التقدم، والاعتماد علي الآخر والنظر علي أنه الأفضل-علي طول الخط سواء بإستحقاق أو غير، يؤدي الي المهانة والضعف لا محالة وكما يقول بعض المفكرين "كل دعوة تدعوني الي أن أترك غيري يفكر لي نيابة عني وما علي الا التنفيذ وتقليد أفكاره، هي عبودية نفسية واهدار للأدمية أوالتفريط في حق النفس"، في المقابل فإن البعض في بلداننا يمتلك عنجهية موروثة في طباعهم وعندما يشعرون بمميزات الثراء أو السلطة أو الامتياز والتفوق العلمي يؤدي بهم في الغالب الي ظهور روح التسلط والتعالي والظلم يصاحبه خنوع أو نفاق في المجتمع والنتيجة تخلف وتراجع في المجتمع. لكي لا نلجأ للتقليد او الاعتماد علي الآخر-عقدة الخواجة- يجب علينا كأفراد نثق بأنفسنا وبقدرتنا ونجتهد ونتفوق علي أنفسنا ونقهر الخوف، ونرسم الخطط التي تحدد أهدافنا في المستقبل والتخلي عن العشوائية والفهلوة في تفكيرنا، وسلاحنا الايمان بالله والتسلح بالعلم والعمل ، فالفكر الذي لا يتجدد والآراء المتحجرة والمكابرة وكذلك العنجهية والغرور وعدم المرونة مع متغيرات الحياة وتطورها، سوف يؤدي الي الهلاك لا محالة، لذا وجب علينا أن نتحلي بالشجاعة والاعتراف بأي أخطاء والتراجع أوالاعتذار عنها والنقد الذاتي المستمر وكذلك الاستفادة من الأخطاء السابقة والجرأة في الاقدام علي البدأ في الاصلاح لأن التعلل بانتظار الظروف المناسبة أو التسويف سوف تكون نتيجته سلبية علي الجميع. أغلب وسائل الاعلام عندنا في بلادنا خاصة القنوات الفضائية غالبا ما تكون ردود أفعال فتنتظر الأحداث أوالتعليقات التي يبثها الاعلام الغربي، ومن ثم يقوموا بتقديم رؤيتهم من خلالها فتكون كالترومومتر الذي يقيس أحوال الآخرين ويتجاهل-في الغالب أو "متعمداً" أحوال الداخل أو يُجملها بشكل فج ممجوج، لذا تضيع الفرصة علي المسئولين من تحسين الاوضاع أو التراجع عن الأخطاء.