مرسى عطا الله
متى تستعيد الحكومة ثقة الناس بها؟
لست أجنح إلى المبالغة عندما أقول إن أكبر تحديات مصر فى المرحلة الراهنة لا تقتصر على المهمة البطولية لملاحقة ودحر الجماعات الإرهابية فى سيناء
وإنما هناك تحد آخر يتمثل في ضرورة استعادة الثقة بين الحكومة والرأى العام لأنه مع غيبة جسور الثقة وتصاعد غلاء الأسعار سوف يكون من المستحيل إشعار الناس بأى إنجاز مهما يكبر حجمه ومهما يتعاظم أثره المستقبلي لأن ألف باء فى معادلة الحكم الرشيد هو التوازن بين ضرورات الحاضر وطموحات الغد!
لعلى أكون أكثر صراحة وأقول: إن إعادة بناء جسور الثقة بين الحكومة والناس هى السبيل الوحيد لتيسير مهمة العبور من أوضاع نحلم جميعا بتغييرها إلي أوضاع جديدة تليق بمصر الجديدة التى ترتكز أعمدة بنائها علي صياغة الحلول الجذرية للمشكلات الجوهرية!
ولنكن صرحاء مع أنفسنا ونعترف بأن التداعيات الكارثية لسنوات الفوضي الأخيرة تحتاج إلي حكومة قوية وقادرة ومستنيرة تفرض هيبتها دون تجاوزات وتفصح عن نياتها وطموحاتها دون إسراف وتتجه ـ وبأقصي سرعة ممكنة ـ لكي تجعل من السياسات والتوجهات التي يطرحها الرئيس السيسي نقطة بداية حقيقية وجذرية باتجاه تلبية الاحتياجات الضرورية لمعيشة المواطنين..
أتحدث عن أدوار ومهام جديدة للحكومة التي يطالبها الشعب بأن تسير باتجاه مناخ سياسي وثقافي واجتماعي واقتصادي جديد لا يتجاهل قيم الآباء والأجداد ولا يتغافل عن متطلبات العصر وضرورات الحداثة. وهذا الذي أتحدث عنه ليس مسئولية الحكومة وحدها وإنما مسئولية مجتمع بأسره وفي الطليعة منه قادة الفكر والثقافة والإعلام الذي يتحتم عليهم الإسهام الصادق في بناء وعي مجتمعي خصوصا في ساحة ثقافة العمل وضرورة تغييرها لكي يصبح العمل واجبا مثلما هو حق وعطاء ومثلما هو أخذ وحساب يخضع لكل معايير الثواب والعقاب!.
خير الكلام:
>> ثمة حدود لا يبقي بعدها الصبر فضيلة !