ما الذى نخسره إذا سامحنا أولادنا الطلبة المحبوسين على ذمة قضايا سياسية؟، هل سيسقط النظام الحاكم إذا منحنا أولادنا الطلبة فرصة جديدة يعيدون فيها النظر والمشاركة فى بناء مستقبلهم ومستقبل البلاد؟، لماذا لا نعيد النظر فى التهم الموجهة لأولادنا الطلبة طالما لم تلوث أيديهم بالدماء؟
قبل فترة طرحت هذه الأسئلة بمناسبة سماح وزارة الداخلية للطلبة المحبوسين على ذمة قضايا سياسية بأداء الامتحانات، اليوم بمناسبة الحديث عن تشكيل لجنة للإفراج عن الشباب الناشطين سياسيا، نكرر ما سبق وطلبناه من وزارتى العدل والداخلية: أن تعلن اللجنة المزمع تشكيلها أسماء وأعمار الطلبة الذين تم اعتقالهم، والذين يحاكمون، والذين صدرت ضدهم أحكام فى جرائم سياسية، ونوعية الجرائم التى اعتقلوا أو تهموا أو سجنوا بسببها، والأحكام التى صدرت ضدهم، والمراحل التعليمية التى كانوا فيها.
قبل شهور نشرت وزارة الداخلية خبرًا ذكرت فيه أن عدد نزلاء السجون من الطلبة بمختلف المراحل التعليمية المقرر أداؤهم امتحانات التيرم الأول حوالى (3462) طالبا بمختلف السجون على مستوى الجمهورية.
وهذا الخبر كان يكشف عن عدد الطلبة الذين يؤدون امتحانات التيرم الأول فقط، وليس جميع الطلبة، حيث إن طلبة الثانوية العامة لا يخضعون لنظام التيرم، وهو ما يعنى أن أعداد الطلبة المحبوسين، آنذاك(قبل شهور)، فى السجون المصرية يزيد على 3462 طالبا، كما أن الخبر وصف الطلبة بأنهم محبوسون على ذمة قضايا، بمعنى أنهم قيد المحاكمة ولم تصدر ضدهم بعد أحكام نهائية.
خبر وزارة الداخلية لم يكشف لنا عن المراحل التعليمية للطلبة، ولا أعمارهم، ولا الفترة التى قضوها بالسجون، ولا نوعية القضايا التى يحاكمون فيها، كما أنه لم يوضح عدد تلاميذ المرحلة الثانوية بينهم، وعدد الجامعيين، وعدد الفتيات، وأيضا لم يكشف عن انتمائهم السياسى.
خلاصة القول، نأمل أن تعيد الحكومة النظر فى التهم الموجهة لأولادنا الطلبة، ويجب أن ننظر لهم بعين الرحمة والرأفة مهما كانت انتماءاتهم السياسية، فهم فى النهاية مجرد شباب، وليس من المقبول أبدأ أن نقسو عليهم فقط لأن بعضهم يتبع جماعة الإخوان، بمعنى أنه يجب ألا نعاقب جماعة الإخوان فى شخص هؤلاء الأولاد.
ما نعلمه أن جرائم أغلب هؤلاء الطلبة كانت التظاهر داخل الجامعات، وأن بعضهم تعدى على المنشآت واصطدم بقوات الشرطة داخل الحرم، وهذه الجرائم فى ظنى يمكن أن نتسامح عنها، وأن نشكل لجان مراجعة فكرية، تتحلى بسعة الصدر والود، وتجلس مع أولادنا وتناقشهم وتستمع إليهم فى جلسات مطولة، وتوضح لهم الصورة الحقيقية للمشهد السياسى والفكرى والدينى.
هؤلاء الأولاد فى النهاية أولادنا وأملنا فى مستقبل أفضل، ولن نربح كثيرا ولا قليلا من الزج بهم إلى السجون، يجب أن نتسامح معهم مهما كانت انتماءاتهم السياسية، ونوعية الجرائم التى قاموا بها، طالما كانت الجريمة غير ملوثة بالدماء، لن نخسر كثيرا إذا حاولنا معهم وفشلنا، فالسجون موجودة لن ترحل، ولن ترفض استقبالهم مرة أخرى.