الجمهورية
خالد عبد العزيز
ابدع.. انطلق!
لم يكن أكثر المتفائلين يتوقع هذا المردود الشعبي المتميز للمؤتمر الوطني الأول للشباب الذي تم انعقاده تحت رعاية السيد الرئيس عبدالفتاح السيسي رئيس الجمهورية في الفترة من 25 ــ 27 أكتوبر الماضي في مدينة شرم الشيخ.
ومن الصعوبة بمكان تقييم أو تحليل أعمال المؤتمر في هذه المساحة المتاحة ولكن ربما ــ من وجهة نظري ــ هناك بعض الأسباب الرئيسية التي أثرت في تفاعل المواطن المصري مع فعاليات المؤتمر لحظة بلحظة وأثارت بعض المشاعر الإيجابية في وجدان معظم المصريين. من هذه الأسباب:
أولاً: تواجد السيد رئيس الجمهورية في معظم الندوات وحلقات النقاش وورش العمل الخاصة بالعديد من الموضوعات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والرياضية ولقاءاته المتعددة مع قطاعات مختلفة من ممثلي المجتمع المصري. ومشاركته أيضاً في بعض الأنشطة الرياضية "الماراثون" ومشاهدته للفقرة الفنية لفريق "بلاك تيما" وتسليمه جوائز الإبداع لشباب مصري ربما لا يعرفه الكثيرون وتكريمه لأحد رموز التحدي والإصرار والعزيمة. إلي أن فاجأ سيادته الجميع في آخر الحفل الختامي للمؤتمر بقرارات مهمة واضحة محددة بآليات وتوقيتات التنفيذ كانت هذه القرارات ومازلت حديث المجتمع المصري وخصوصاً الشباب وبعض الأوساط العالمية.
ثانياً: أن الحوار المتواصل شديد السخونة بين الشباب ــ بكل ما يملكونه من حماس ــ وبين الكبار ــ بكل ما كانوا يتحسبون منه ــ كان في إطار رائع من الاحترام المتبادل وضبط النفس وعدم الخروج عن النص وهو الأمر الذي أيقن معه المشاهد العادي بالرغبة الصادقة من الأطراف المختلفة للوصول إلي حلول واقعية.
ثالثاً: ظهور عدد غير قليل من المعارضين لسياسات الحكومة وربما للنظام السياسي بشكل عام في حوارات متعددة مفيدة وهادفة وعلمية حول قضايا المجتمع المختلفة لم يدع مجالاً للشك أن الجميع سواء كان معارضاً أو مؤيداً تحكمه في المقام الأول مصلحة مصر العليا. وسواء معارضته أو تأييده إنما هو من اعتقاده أن رأيه هو الذي يأخذ مصر إلي الطريق الصحيح ومن منطلق حبه لوطنه فقط ولم يزايد أحد علي الآخر في ولائه وانتمائه لهذا البلد العظيم.
رابعاً: حضور بعض الشخصيات المشهورة صاحبة الخبرة والتاريخ لبعض الندوات بعيداً عن تخصصاتهم يستمعون فيها إلي آراء الشباب من جميع أنحاء مصر ويناقشون وجهات نظرهم المختلفة علي عمقها أو بساطتها أظهر جلياً رغبة الجميع في التعرف علي أسباب حدوث بعض المشكلات والمشاركة في إيجاد حلول لها. فرأينا ــ علي سبيل المثال ــ خبراء الاقتصاد في ندوة صناعة البطل الأوليمبي وكبار كتاب الصحافة في ندوة مكافحة شغب الملاعب وكبار الفنانين في ورشة الهجرة غير الشرعية والعلماء الأجلاء في ندوات تأثير الإعلام علي صياغة الرأي العام لدي الشباب. مما أكد للجميع أن حب مصر والرغبة في تقدمها ورفعتها يسبق المجد الشخصي أو الإعجاب بالذات.
خامساً: التغطية الإعلامية المتميزة والبث المباشر علي جميع وسائل الإعلام المرئية والمسموعة بشكل مستمر وجذاب والنقد والتحليل المتواصل سواء في الصحف أو المواقع الإلكترونية وتبادل آراء المواطنين علي وسائل التواصل الاجتماعي أضفي مزيداً من الحيوية والتفاعل والتشارك مع أحداث المؤتمر.
وبدون أدني مبالغة أو تزايد كان لمشاركة بعض الرموز الساطعة في فعاليات المؤتمر ترسيخاً قوياً للقيم الرائعة والقدوة الحسنة والاعتراف بالجميل لشخصيات محبوبة أثرت الحياة المصرية بعطائها منها ــ علي سبيل المثال ــ عالم الفك الجليل د.فاروق الباز واللاعب الفذ الكابتن محمود الخطيب ولاعب تنس الطاولة البارالمبي إبراهيم حمدتو أحد رموز التحدي والإصرار. كما كان للأغنية الرائعة في ختام المؤتمر "وأنا علي الربابة ــ حلوة بلادي السمرة" للموسيقار المبدع الراحل بليغ حمدي أثناء حرب أكتوبر 1973 إشارة للعمل المبدع الراقي الذي يعيش لسنوات وسنوات في وجدان المصريين.
الرسالة كانت قبل المؤتمر وأثناء المؤتمر وستظل بعد المؤتمر واحدة.. "بقوة شبابها.. تحيا مصر".
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف