مرسى عطا الله
حكومة شريف إسماعيل الفرصة قائمة ولكن!!
فى اعتقادى أن لغة الحديث التى تحدث بها المهندس شريف إسماعيل رئيس مجلس الوزراء فى الفترة الأخيرة سواء مع وسائل الإعلام أو تحت قبة البرلمان كانت عنوانا لتوجه إيجابى ومشجع من جانب الحكومة باتجاه استعادة الثقة مع الناس من أرضية المصارحة ،وفى ظنى أيضا أن ذلك كان بمثابة رسالة مفادها أن الفرصة لم تضع بعد من يد الحكومة الحالية ولكن ينبغى على الحكومة - فى ذات الوقت - أن تدرك أن السقف الزمنى الممنوح لها لإثبات الذات لم يعد مرتفعا بالدرجة التى تسمح بأى نوع من التردد أو التباطؤ وعدم امتلاك الجرأة فى اقتحام المشكلات الحقيقية التى تمس أرزاق الناس ومصالحهم ،بدءا من حق العمل ووصولا إلى معالجة الخلل بين الأجور والأسعار مع ترشيد سياسات الإنتاج الزراعى والصناعى باتجاه توفير النصيب الأكبر من الاستهلاك المحلى وتقليل الاستيراد الأجنبي.
ولعلى أسارع إلى القول بأننى أول من يدرك بأن الكلام سهل وأن التنفيذ هو المحك وهو الفيصل وأن الذى يده فى الماء ليس كمن أيديهم فى النار ممن يتحملون المسئوليات الجسام ،ولكننى - فى الوقت ذاته - أدرك أن الكاتب يتحمل مسئولية إضاءة المشاعل كلما استطاع إلى ذلك سبيلا وأن يبدى رأيه فى حدود حق الاجتهاد كمواطن. وإذا كان الرئيس السيسى قد أثبت قدرته على جذب انتباه الشارع المصرى من قبل أن يعتلى سدة الحكم، فإن الأمر يتطلب أيضا توافر الطموح المماثل لدى الحكومة لإثبات قدرتها على استعادة ثقة الرأى العام وكسب احترامه، وذلك أمر ليس بالمستحيل إذا نجحت الحكومة فى إرساء قواعد صلبة لمناخ جديد يساعد على جذب انتباه المجتمع ككل باتجاه المستقبل الذى نراهن عليه بالمشروعات القومية العملاقة الجديدة وإنهاء كل أشكال الالتفات إلى الماضى أو الانكفاء الزائد على أوجاع الحاضر لأن معظم أسباب تعثر خطانا يرجع إلى التشبث بالماضى أحيانا أو الانكفاء أمام هموم الحاضر فى أحيان كثيرة.
خير الكلام:
<< الأشجار العظيمة لا تبخل بظلالها حتى على من ينتوون قطعها!